قلنا: وباستعراض أقوال الفريقين نجد من الإنصاف القول: إنَّ من صحح المسح على الجوربين بتصحيح هذا الحديث فحسب، قد وهم، لأن أكثر الأئمة على تضعيفه، كما سلف، لكن من ذهب إلى عدم جواز المسح على الجوربين مطلقاً بسبب تضعيفه هذا الحديث، قد قصَّر، وفاتَه أنَّ المسح على الجوربين إنما ثبت من أحاديث أُخر، أصحها حديثُ ثوبان، كما سنذكر قريباً، ونذكر من أخذ بها من الصحابة والتابعين، والله الموفق. وبقية رجال الإسناد ثقات، رجال الصحيح. وأخرجه ابنُ أبي شيبة ١/١٨٨، وأبو داود (١٥٩) ، والترمذي (٩٩) ، وابن ماجه (٥٥٩) ، والنسائي في "الكبرى" (١٣٠) ، وابن خزيمة و (١٩٨) ، والطبراني في "الكبير" ٢٠/٩٩٦ من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (٣٩٨) من طريق الضحاك بن مخلد، وابنُ خزيمة (١٩٨) من طريق أبي عاصم ووكيع وزيد بن الحباب، وابنُ حبان (١٣٣٨) عن ابن خزيمة من طريق زيد بن الحباب، والعُقَيلي في "الضعفاء" ١/٣٢٧، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/٩٧، والطبراني في "الكبير" ٢٠/ (٩٩٥) ، وفي "الأوسط" (٢٦٦٦) ، والبيهقي في "السنن" ١/٢٨٣-٢٨٤ من طريق أبي عاصم، والطبراني في "الكبير" أيضاً ٢٠/ (٩٩٦) من طريق عبد الحميد الحماني وابن المبارك وزيد بن الحباب، ستتهم عن سفيان، به. قال ابن خزيمة: ليس في خبر أبي عاصم: "والنعلين"، إنما قال: مسح على الجوربين. قلنا: قد ورد لفظ "النعلين" عند البيهقي، وهو من رواية أبي=