للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

{أعجاز نخل منقعر} والتعبير بمنقعر دليل على أنهم وصلوا في حفرهم إلى مبلغ يثبتهم "وقعر الشيء: منتهاه " قعر الشئ منتهاه "منقطع ساقط على الأرض، وشبهوا بالنخل لطولهم، شبهوا بالنخل لطولهم وذكر هنا وأنث في الحاقة" {كأنهم أعجاز نخل خاوية} [(٧) سورة الحاقة] هنا قال: أعجاز نخل منقعر وهناك قال في الحاقة {نخل خاوية} فذكر هنا منقعر، ما قال منقعرة وأنث في الحاقة، ما قال خاوي يقول المفسر: "مراعاة للفواصل في الموضعين" يعني مراعاة لرؤوس الآي، والنخل إن نظر إلى مفرده نخلة فهو مؤنث، وإن نظر إلى الجمع فهو مذكر، والجمع أيضاً يذكر ويؤنث، أعني جمع التكسير يذكر ويؤنث، يذكر باعتبار الجمع ويؤنث باعتبار الجماعة، {فكيف كان عذاب ونذر} يعني كما تقدم، {فكيف كان عذاب ونذر} يعني تأملوا، اعتبروا، تفكروا فيما حل بهم {فكيف كان عذاب ونذر} كيف كان عذابي لهم بهذا الطريقة، وهل تتحملون ما حل بهم، وكيف كان إنذاري إياهم بالآيات البينات، بالعظات البالغات على لسان أفصح قومه؟ وحصل لكم ما حصل من النذر بما لا يدع لأحد أي حجة.

{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [(١٧) سورة القمر].

وهذا يقول: من المعلوم أن تكرار الآية للتذكير والتنبيه، لكن ما مناسبة تكرار قوله:

{ولقد يسرنا القرآن} بين كل قصة وأخرى، مع أن القصص على الأمة السابقة؟

الخطاب هنا ليس للأمم السابقة، الأمم السابقة كلها مضت، ولم يرد بهذا الخطاب سوانا فكوننا يكرر لنا قوله -جل وعلا-: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} نعم الأخبار والقصص للأمم السابقة، وانتهت الأمم، ومضت الأمم السابقة، بقي دورنا {ولقد يسرنا القرآن} المشتمل على هذه القصص وعلى غيرها مما ينفع المكلف في دنياه وأخراه، لكن هل من مدكر؟ هل من متعظ؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>