للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

{تنزع الناس} [(٢٠) سورة القمر] "تقلعهم من حفر الأرض المندسين فيها وتصرعهم على رؤوسهم فتدق رقابهم فتبين الرأس عن الجسد" {تنزع الناس} يعني هم حفروا حفر ولج ؤ وا إلى الشعاب، وتصدى لأفواه الشعاب رجال من أشدائهم وأقويائهم؛ ليردوا عن النساء والصبيان والضعاف هذه الريح، لكن أول ما بدأت بهؤلاء الشداد، وبعضهم حفر لنفسه حفرة فقتلعته واجتثه من هذه الحفرة، ورفعته ونكسته على رأسه فبان رأسه عن جسده، وبهذا يتم التصوير الدقيق {كأنهم أعجاز نخل منقعر} يعني إذا انتزعت النخلة من مكانها ما الذي يبقى في الأرض؟ حفرة، فيه أصل هذه النخلة، عجز هذه النخلة، عروق هذه النخلة هم أيضاً اجتثوا من الأرض ورفعوا عنها كما تصور رفع النخلة بالشياول والرافعات، لكن هذا الأمر أشد، ريح اجتثتهم من أصولهم إلى أن رفعتهم فنكستهم على رؤوسهم فدقت رؤوسهم وفصلتها عن أجسادهم، {تنزع الناس} "تقلعهم من حفر الأرض المندسين فيها وتصرعهم على رؤوسهم فتدق رقابهم فتبين الرأس عن الجسد" {كأنهم} "وحالهم ما ذكر" يعني وما حل بهم ما صور {أعجاز} "أصول" نخل منقعر، أصول أصل النخلة في قعر من الأرض -ومن أصعب الأمور قلع النخل-، يعني الأشجار الأخرى أسهل منها؛ لأنها راسية ثابتة شديدة، وتشبيههم بالنخل لطولها وقد تميزت عاد بالطول، يقول بعض المفسرين: إن طولهم يبلغ إلى اثني عشر ذراعاً -ستة أمتار-، وإن كان بعضهم ينازع في هذا ويقول: نحن رأينا بعض القبور في ديارهم قبور عادية يعني تصل إلى ثلاثة أذرع مثلاً كغيرهم، أربعة أذرع يعني من المترين فما دون، لكن يشهد لما يقوله المفسرون من أن آدم خلق طوله ستون ذراع، وما زالت ذريته تنقص حتى وصلت إلى ما نشاهد، ولذا أهل الجنة الطول طول أبيهم الطول -ستون ذراعا- صح هذا في الصحيحين وغيرهما طول أبيهم.

على كل حال تشبيههم بالنخل من عدة وجوه:

ومنها ثبات النخل، وشدة وصعوبة اجتثاثها وخلعها صاروا مثلها، بحيث حفروا لأنفسهم وثبتوا أنفسهم بالأرض ومع ذلك نزعتهم هذه الريح.

{أعجاز}، أصول نخل منقعر، هنا يقول في هذا الطبعة منقطع ومنقلع، إيش عندكم في أحد معه تفسير الجلالين منقلع، منقطع نعم هو الأصل منقلع من القلع وهو الإزالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>