لكن هذا في القرآن، والنصوص لا يضرب بعضها ببعض، الله -جل وعلا- سمى ذلك اليوم نحس، الذي أهلك فيه عاد قوم هود سماه نحس -يعني شوم عليهم-، وسمي لملابسة وقوع العذب فيه لا لذاته، وإنما الشؤم الحقيقي في فعلهم الذي أوقعهم في هذه المصيبة وهذه البلية، لكن باعتبار الملابسة صار هذا اليوم ظرفاً لهذا العذاب صار بالنسبة لهم نحس شؤم، لكنه بالنسبة لهود مثلاً لا، بالنسبة لهود خير، وهكذا لا يعارض ما ورد فيه النص من تسميته نحس ونحسات، لا يعارض بهما، ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من الطيرة والتشاؤم وما أشبه ذلك؛ لأن الطيرة فيها معارضة للقدر، ومناقضة للقدر، والتشاؤم كذلك كل شيء يرد من غير ما يدل عليه، قد يكون هذا اليوم الذي تراه شؤم أو تتطير فيه ويمنعك من حاجتك قد يكون يمن بالنسبة لك، هذا الذي حصل لك تقول: والله خرجت إلى الدوام فحصل لي حادث فتتشاءم في هذا اليوم حيث وقع لك في أوله ما وقع، ألا تدري أن الله -جل وعلا- قد يكون ادخر لك من أجر هذه المصيبة ما يكفر به سيئاتك أو يرفع به درجاتك فيكون هذا خير لك، وليس بنحس ولا شؤم، لا تدري أن الله -جل وعلا- قد دفع عنك من الشر أضعاف ما وقعك لك فيكون هذا الحادث خير لك، وما الذي يدريك أنه نحس وما الذي يدريك أنه شؤم، لكن الله -جل وعلا- حكم على هذا اليوم بأنه نحس، لكن أنت ليس لك أن تحكم ولو حصل لك فيه ما حصل، أنت افترض أنك خرجت لصلاة الفجر فعثرت في حفرة وانكسرت رجلك ذهبت للمستشفى وجبرت، ثم جئت على العربة لصلاة الظهر فحصل لك ما حصل استطدام بسيارة مثلاً، أو انزلاق من درج. . . . . . . . . حصل لك أكثر، وكذلك في صلاة العصر تقول: خلاص لا أصلي؛ لأن الصلاة صارت شؤم ونحس بالنسبة لي، كل ما خرجت أصلي وقد قالها بعضهم: والله ما عمري طلعت المسجد إللي اصدم، يا أخي هذا كيف تحكم على؟ مثل هذا، أمر أوجبه الله عليك وكلفك به وما يدريك لعل الله -جل وعلا- يرفعك بهذه الأمور دراجات لا تستطيع أن تصل إليها بعملك.