{يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [(٨) سورة القمر] "منهم" يعني من هؤلاء الذين بعثوا {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} هذا يوم عسر أي: "صعب على الكافرين كما في المدثر" يوم عسير {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُور*ِفَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ *عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [(٨ - ٩ - ١٠) سورة المدثر]-نسأل الله العافية آيات تهز القلوب إن كان هناك قلوب {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} [(٩) سورة القمر] يعني قريش {كذبت قبلهم} يعني "قبل قريش" قوم نوح، نوح أول الرسل، أو الرسل كذبت قبلهم قبل قريش {قوم نوح}"تأنيث الفعل -كذبت- لمعنى قوم"، وهم الجماعة أو القبيل؛ لأنه مؤنث يقول:"تأنيث الفعل لمعنى قوم"، المراد بهم الجماعة أو القبيلة.
{فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا} كذبت فكذبوا، {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا} يعني تكرار الفعل يعني لو قال: كذبت قبلهم قوم نوح عبدنا كفا الفعل الأول، لكنه كرر الفعل الذي هو التكذيب؛ لأن قريشاً تشاركهم فيه في التكذيب فأكده وكرره مرة ثانية؛ ليفهم أن سبب تعذيب وإغراق قوم نوح هو التكذيب، فإذا وجد منكم هذا السبب فالنتيجة حتماً لازمة والسنة الإلهية لا تتغير، نعم قد تتغير طريقة الإهلاك من أمة إلى أخرى لكن الإهلاك حاصل بسبب التكذيب.
{فكذبوا}"عبدنا يعني نوحاً -عليه السلام-" الذي مكث يدعوا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وكل ما ذهب جيل وجاء بعدهم نفس المنهج ونفس الطريقة الذي هو التكذيب توارثوه كابراً عن كابر.
{وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} مجنون وازدجر أي: "انتهروه بالسب وغيره"، {مجنون وازدجر} أي: "انتهروه بالسب وغيره" زجروه وانتهروه وشدد عليه وسبوه والمجنون إذ زجر زاد، المجنون إذا زجر وحورش وأجلب عليه، أو صوت به، أو اجتمع عليه من يؤذيه فإنه يزداد قالوا: هذه حال نوح -عليه السلام-.