للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا والآخرةِ، التفكرُ فيهِ يعدلُ الصيامَ، ومدارستُهُ تَعدلُ القيامَ، بهِ تُوصَلُ الأرحامُ، وبهِ يُعرَفُ الحلالُ / ٨٦أ / منَ الحرامِ، هوَ إمامُ العملِ، والعملُ تابعُهُ، يُلهَمُهُ السَّعداءُ، ويُحرَمُهُ الأشقياءُ)) (١). قالَ ابنُ عبد البرِّ: وهو حديثٌ حسنٌ جداً، ولكن ليسَ له إسنادٌ قويٌّ (٢). انتهى كلامُهُ.

فأرادَ بالحسنِ حسنَ اللفظِ قطعاً، فإنَّهُ من روايةِ موسى بنِ محمدٍ البلقاويِّ، عن عبدِ الرحيمِ بنِ زيدٍ العَمِّي. والبلقاويُّ هذا كذابٌ كذبهُ أبو زرعةَ، وأبو حاتمٍ (٣)، ونَسبَهُ ابنُ حبانَ (٤) والعقيلي (٥) إلى وضعِ الحديثِ - والظاهرُ أنَّ هذا الحديثَ مما صنعت يداهُ - وعبدُ الرحيم بنُ زيدٍ العَمِّي متروكٌ أيضاً (٦) ورُوِّينا عن أميةَ بنِ خالدٍ قالَ: ((قلتُ لشعبةَ: تُحدِّثُ عن محمدِ ابنِ عبيدِ اللهِ العرزمي، وتدعُ عبدَ الملكِ بنَ أبي سليمانَ، وقد كانَ حسنَ الحديثِ؟ قالَ: من حسنِها فررتُ)) (٧) انتهى. ولابنِ دقيقِ العيدِ أنْ ينفصلَ عن ذلكَ بقولهِ: ((إذا جروا على اصطلاحهم)) (٨)، والإلزام


(١) جامع بيان العلم ١/ ٥٤ - ٥٥، وكذلك أسنده من قبله أبو نعيم في حلية الأولياء ١/ ٢٣٩.
(٢) جامع بيان العلم ١/ ٥٥، وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ١/ ٨٩: ((قوله: حسن، أراد به الحسن المعنوي، لا الحسن المصطلح عليه بين أهل الحديث ... )).
(٣) الجرح والتعديل ٨/ ١٨٥ (٧١٥).
(٤) المجروحين ٢/ ٢٥٠ (٩١٦).
(٥) الضعفاء الكبير ٤/ ١٦٩.
(٦) انظر: الجرح والتعديل ٥/ ٤٠١ (١٦٠٣)، والتأريخ الكبير ٦/ ١٠٤، والتأريخ الصغير ٢/ ٢٥٤، والضعفاء للنسائي (٢٦٨)، وتهذيب الكمال ٤/ ٤٩٥ (٣٩٩٤)، وانظر كلام الحافظ العراقي في تخاريج الإحياء ١٠/ ٨٩.
(٧) أسنده: ابن عدي في " الكامل " ٦/ ٥٢٥، والسمعاني في " أدب الإملاء ": ٥٩، والمزي في " تهذيب الكمال " ٤/ ٥٥٦ (٤١٢٠).
(٨) الاقتراح: ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>