للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورُويَ مِثله أو نَحوهُ مِن وجهٍ آخرَ، وَيردُ على الثَاني المرسَلُ الذي اشتهَر رَاويهِ بما ذُكرَ. قَال: فالأحسن أن يقالَ الحسَن: ما في إسنادِهِ المتصل مستورٌ، لهَ به شَاهِد، أو مشهور قَاصِر عن دَرجةِ الاتقانِ، وَخلا مِن /٦٤أ / العلةِ والشُذوذِ)). انتهَى.

وَعندِي أَنَّهُ لا يردُ عليهِ (١) شَيءٌ؛ لأنَّهُ لم يسلُك بما ذكرَ مَسلكَ التعريفِ، وَإنما بَيَّنَ القدرَ الذِي نزلَ بهِ الحسَنُ عَن درجةِ الصَحيحِ (٢)، وجَعلهُ شَرحاً لكَلامِ الترمذِيِّ والخَطّابيِّ.

وَالترمذيُّ قد حَكمَ على ما عَرفَ بهِ بأنَّهُ لا يكونُ في إسنادِه مَن يتهمُ بالكَذبِ، وهَذا فرعُ معرِفةِ الاتصَالِ، فالسَاقِط فِي المنَقطعِ والمرسَلِ لا يَسوغُ الحكمُ عليهِ بتُهمَةٍ بكذبٍ.، وَلا عَدمِها؛ لأنَّ الحكمَ على الشَيء فَرعُ تَصورِهِ، وَالخطَّابيُ اشترطَ مَعرِفةَ المَخرجِ، والمرسَلُ لَم يُعرفْ (٣) مَخرجُه، وَاللهُ أعلَمُ (٤).

قَولُه: (ويعتبرُ في كُلِّ هذا مع سَلامتهِ) (٥) إلى آخرِه، شَرحٌ لكَلامِ الخَطَّابيِّ، وَقد تَقدمَ ما فيهِ.

وَاعلمْ أَنَّهُ كانَ ينبغِي لَهُ (٦) أنْ يُقدِّمَ الكَلامَ على حَدِّ الخَطَّابيِّ مِن وجوهٍ: مِنهَا:

أَنَّهُ قدّمَ ذكرَهُ في المقولَةِ التي قَبلهَا.


(١) جاء في حاشية (أ): ((أي: ابن الصلاح)).
(٢) عبارة: ((بين القدر الذي نزل به الحسن عن درجة الصحيح)) لم ترد في (ف).
(٣) في (ف): ((ما عرف)).
(٤) من قوله: ((قوله: قسمان أحدهما ... )) إلى هنا لم يرد في (ك).
(٥) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٥٥، وهي عبارة ابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث: ١٠١.
(٦) لم ترد في (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>