للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قد قَرَأتُ، فقالَ: إنهم لا يُمَكَّنونني، قالَ: إذَنْ واللهِ لا يُفْلحُون / ٢٤٧ ب / قد رأينا ... )) الخ. ثمَّ قالَ ابنُ الصّلاحِ: ((وقدْ رأيْنا نحن أقْواماً مَنَعُوا السَّماع فما أفْلَحوا ولا أنْجَحُوا، ونَسْأَلُ اللهَ العافيةَ)) (١). انتهى.

ومعنى أنجحُوا: صاروا ذَوي نُجْحٍ، أي: ظَفَرٍ بالمرادِ.

قولُهُ: (غَير مُؤَنَّبٍ وَلا مَلُومٍ) (٢) هما للمفعولِ، والتأنيبُ: التبكيتُ، وهو أنْ يُستقبلَ الإنسان بما يكرهُ (٣).

واللَّوْمُ: وهو بالفتح غير مهموز، وهو العَذْلُ (٤).

وقولُهُ: (مَلوم مِنْهُ) (٥)، أي: مَعْذُولٌ.

قوله: (تَكْثير الشّيُوخِ) (٦) ليسَ فيه مخالفةٌ لما تقدّمَ من قولِهِ: ((ضَيِّعْ وَرَقةً وَلا تُضَيِّعْ شَيْخَاً)) (٧) فإنّ هذا فيما إذا كانَ تكثيرُ الشيوخِ لمجرَّدِ الصِّيتِ.

وذاكَ محمولٌ عَلَى ما فيهِ فائدةٌ جديدةٌ، بأنْ يرجو أنْ يرى عندَ الشّيخِ الثاني، مَا ليسَ عندَ منْ تَقدِّمَهُ، منْ حديثٍ يَستزيدُهُ، أو خُلُقٍ صَالحٍ يَستفيدُهُ، أو نحو ذلكَ.

قوله: (قدْرَ خمسةِ آلافِ حديثٍ) (٨) إنْ قيلَ: المرادُ الاستدلالُ عَلَى النهي


(١) معرفة أنواع علم الحديث: ٣٥٥ - ٣٥٦.
(٢) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٤٥، وهو كلام الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: ٣٣١.
(٣) انظر: القاموس المحيط مادة (بكت).
(٤) انظر: القاموس المحيط مادة (لوم).
(٥) الذي في " شرح التبصرة والتذكرة " ٢/ ٤٥ من كلام الخطيب: ((معلوم)) فقط وليس فيه كلمة: ((منه)) ولا توجد هذه الكلمة فيما بعده، ولا في الذي قبله.
(٦) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٤٦.
(٧) ذكره الخطيب عن بعض أصحابه في " الجامع لأخلاق الراوي ": ٣٧٩ (١٦٩٣).
وانظر: شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٤٠.
(٨) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٤٦، وهو كلام عفان. أخرجه الرامهرمزي في "المحدّث الفاصل" (٧٦١)، ومن طريقه الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي ": ٣٩١ (١٧٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>