للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعتني بتحصيلِ الكُتبِ شراءً واستعارةً، ولا يشتغلُ بنسخِها بنفسهِ إنْ حصلتْ بالشراءِ؛ لأنَّ الاشتغالَ أهمُّ إلاّ أن يتعذرَ الشّراءُ لعدمِ الثمنِ، أو عدمِ الكتابِ لنفاستِهِ فيستنسخهُ.

ولا يهتمُّ بحسنِ الخط بل بصحيحِهِ، ولا يَرتَضي الاستعارةَ مع إمكانِ تحصيلِهِ ملكاً، فإن استعارَهُ لم يبطء بهِ)). انتهى ما في مقدمةِ "شرحِ المهذبِ" (١).

قولهُ: (أوْقَرَ) (٢) هو أفعلُ تفضيلٍ، ويحتملُ أنْ يكونَ من وَقُرَ بالضمِّ والفتحِ، أي: كانَ وقوراً في نفسهِ، أي: رَزِيناً غير طَاِئشٍ ولا عَجِلٍ، بل عليهِ سكينةٌ وهيبةٌ، فيكون معناهُ أشدُّ وَقاراً.

ويحتملُ أنْ يكونَ من وقَّرَ غيرهُ، مُعدَّى بالتَّضعيفِ على وجهِ الشّذوذِ، حَملاً لَهُ على أفعلِ المعدى بالهمزةِ فإنّ سيبويهَ أجازَهُ مَقيسَاً / ٢٤٦ ب / نحو: هو أعطى للدّراهمِ من زيدٍ، وأولَى بالمعروفِ، وفي الحديث: ((فَهُوَ لما سواها أضيعُ)) (٣).


= انظر: ميزان الاعتدال ٢/ ٤٢٨ (٤٣٤٨).
وأخرجه: أحمد ٥/ ٤٣٥، والبيهقي في " المدخل " (٣٠٣)، والخطيب في " الفقيه والمتفقه " ٢/ ١٠ - ١١ من طريق روح بن عبادة، عن الأوزاعي، عن عبد الله بن سعد، عن الصنابحي، عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، به. وهذا الإسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه: الطبراني في " المعجم الكبير " ١٩/ (٩١٣) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الله الكفاني، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي علية، عن رجاء بن حيوة، عن معاوية، به.
وسليمان الشاذكوني ضعيف. انظر: الجرح والتعديل ٤/ ١١٢ (٤٩٨)، وميزان الاعتدال ٢/ ٢٠٥ (٣٤٥١).
(١) نقله المؤلف هنا باختصار وتصرف يسير، وتقديم وتأخير. انظر: المجموع شرح المهذب ١/ ٨٣ - ٩٠.
(٢) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٤٣، وهو من كلام البخاري في يحيى بن معين. انظر: الجامع لأخلاق الراوي: ٧٧ (٢٩٠).
(٣) وهذا جزء من حديث موقوف عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. =

<<  <  ج: ص:  >  >>