للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا آنسوا نارا يقولون ليتها ... وقد خصرت أيديهم نار غالب «١»

فانظر إلى هذا الاستطراد ما أفحله وأفخمه!!.

واعلم أنه قد يقصد الشاعر التخلص فيأتي به قبيحا، كما فعل أبو الطيب المتنبي في قصيدته التي أولها:

ملثّ القطر أعطشها ربوعا «٢»

فقال عند الخروج من الغزل إلى المديح:

غدا بك كلّ خلو مستهاما ... وأصبح كلّ مستور خليعا

أحبّك أو يقولوا جرّ نمل ... ثبيرا وابن إبراهيم ريعا

وهذا تخلّص كما تراه بارد، ليس عليه من مسحة الجمال شيء، وههنا يكون الاقتضاب أحسن من التخلص؛ فينبغي لسالك هذه الطريق أن ينظر إلى ما يصوغه؛ فإن واتاه التخلّص حسنا كما ينبغي وإلا فليدعه، ولا يستكرهه حتى يكون مثل هذا، كما فعل أبو الطيب، ولهذا نظائر وأشباه، وقد استعمل ذلك في موضع آخر في قصيدته التي أولها:

أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>