للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك ورد قوله «١» :

يمشون في زغف كأنّ متونها ... في كلّ معركة متون نهاء «٢»

بيض تسيل على الكماة نصولها ... سيل السّراب بقفرة بيداء «٣»

فإذا الأسنّة خالطتها خلتها ... فيها خيال كواكب في ماء

فالبيتان الأخيران هما اللذان تضمنا تشبيه المركب بالمركب، وإنما جئنا بالبيت الأول سياقة إلى معناهما، وهو من التشبيه الذي أحسن فيه البحتري وأغرب.

ومن هذا الباب ما ورد لبعض الشعراء في وصف الخمر، فقال:

كانت سراج أناس يهتدون بها ... في سالف الدّهر قبل النّار والنّور

تهتزّ في الكأس من ضعف ومن هرم ... كأنّها قبس في كفّ مقرور

وقد يندر للناظم أو الناثر شيء من كلامه يبلغ الغاية التي لا أمد فوقها، وهذان البيتان من هذا القبيل.

ومن أغرب ما سمعته في هذا الباب قول الحسين بن مطير يرثي معن بن زائدة «٤» :

<<  <  ج: ص:  >  >>