هو طبعة أوروبية نادرة؛ لكن إلى أين؟ القانون لابن سيناء تدري أن النووي -رحمه الله- أدخله مكتبته فأظلم قلبه، وصعب عليه الحفظ، حتى أخرجه من مكتبته، أغلى ما يوجد الآن كتب الذكريات، كتب الرحلات، يعني المسلم بحاجة إلى مثل هذه؟! نعم من حيث العبرة والمتعة والاستجمام يحتاج إلى مثل هذه الأمور؛ لكن ليس إلى هذا الحد، ما تصل إلى هذا الحد، هذه مبالغة، يدخل في حيز السرف؛ لكن لو إنسان احتاج إلى صحيح البخاري، ولم يجد نسخة إلا بثمن مرتفع، نقول: لا سرف في الخير.
على كل حال إذا وصل الجمع والنهم بالكتب إلى هذا الحد صار عائقاً عن التحصيل، ولا يعرف هذا إلا من جرب، تحتاج الكتاب وعندك منه عشر نسخ، يغطي بعضها عن بعض، ويصد بعضها عن بعض، قد لا تحصل على نسخة، يقول ابن خلدون:"كثرة التصانيف مشغلة عن التحصيل" على الإنسان أن يكون متوسطاً في أموره كلها، ما يحتاجه من الكتب يقتنيه، ما ينفعه عند المراجعة يقتنيه، أما أن يجمع كل كتاب يسمع عنه، يحتاجه أو لا يحتاجه، ليقال: أن عنده من كل كتاب نسخة، مصيبة هذه؛ لأن الفائدة من جمع الكتب تحصيل العلم الشرعي، والعلم الشرعي من أمور الآخرة المحضة التي لا يجوز التشريك فيها، فإذا دخلت النوايا مثل هذه المقاصد، يقال: عند فلان مكتبة أو عنده أكبر مكتبة خاصة، أو عنده أندر مكتبة، هذه حقيقة مُرة، وإن وجدت بين طلاب العلم، هذه حقيقة مرة، وقدح ظاهر في الإخلاص، وإن وجدت عند بعض المتعلمين، نسأل الله السلامة والعافية.
المقدم: وجد يا شيخ مكتبات رسمية أيضاً في ....
وجد مكتبات رسمية رعتها الدول الإسلامية، يعني في بغداد.
المقدم: دار الحكمة؟
دور، دور، يعني في قرطبة وحدها أكثر من سبعين مكتبة رسمية، في بغداد، في بلاد الحرمين، في مصر، وفي غيرها من بلدان المسلمين، في المغرب، في المشرق في الهند.