ولخمس سنين خلت من خلافته أعيد الحجر الأسود الى موضعه من البيت الحرام في ذي الحجة سنة ٣٣٩ وكان أخذه في سنة ٣١٧ على ما قدمناه في خلافة المقتدر في هذا الكتاب.
وقد ذكرنا في كتاب (مروج الذهب، ومعادن الجوهر) أخبار الحجر في الجاهلية ومن تداوله من الأمم من جرهم، وإياد، والعماليق، وخزاعة وكم مرة أزيل من موضعه ثم رد اليه، وغير ذلك من أخبار مكة والبيت الحرام.
والغالب على امر المطيع والقيم بتدبير الحضرة الى هذا الوقت أحمد بن بويه الديلميّ، المسمى بمعز الدولة وكتابه وزالت أكثر رسوم الخلافة، والوزارة في وقتنا هذا، وهو سنة ٣٤٥ على ما ينمى إلينا من أخبارهم ويتصل بنا من أحوالهم، لطول غيبتنا عن العراق، ومقامنا بأرض مصر والشأم قال المسعودي، أبو الحسن على بن الحسين بن على: ولم نعرض لوصف أخلاق المتقى والمستكفي والمطيع ومذاهبهم، إذ كانوا كالمولى عليهم، لا أمر ينفذ لهم.
أما ما نأى عنهم من البلدان، فتغلب على أكثرها المتغلبون، واستظهروا بكثرة الرجال والأموال، واقتصروا على مكاتبتهم بإمرة المؤمنين والدعاء لهم وأما بالحضرة، فتفرد بالأمور غيرهم، فصاروا مقهورين خائفين، قد قنعوا باسم الخلافة، ورضوا بالسلامة.
وما أشبه أمور الناس بالوقت إلا بما كانت عليه ملوك الطوائف بعد قتل الإسكندر بن فيلبس الملك داريوش وهو دارا بن دارا ملك بابل إلى ظهور أردشير بن بابك الملك