١٢ واستشهد باليمامة من المسلمين ألف ومائتا رجل منهم من قريش ثلاثة وعشرون رجلا، فيهم زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ومن الأنصار سبعون وقيل دون ذلك، ولم يزل خالد يطأ فرقة فرقة ممن ارتد حتى رجعوا عن ردتهم وكانت سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية اليربوعية يربوع ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قد تنبت وتبعها نفر كثير منهم الزبرقان ابن بدر، وعطارد بن حاجب بن زرارة، وشبث بن ربعي وكان مؤذنها، وعمرو ابن الأهتم التميميون، وسارت إلى مسيلمة إلى اليمامة فتزوجها وأقامت عنده ثلاثا وفي ذلك يقول الطرماح بن حكيم الطائي
لعمري لقد سارت سجاح بقومها ... فلما أتت عز اليمامة حلت
فدارسها البكري حتى استزلها ... فأضحت عروسا فيهم قد تجلت
فتلك نبي الحنظليين أصبحت ... مضمخة في خدرها قد تظلت
وقال عطارد بن حاجب بن زرارة:
أمست نبيتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
ويريد بالأنبياء الأسود العنسيّ وطليحة بن خويلد ومسيلمة وجهز أبو بكر الجيوش لغزو الروم بالشأم، وأمر الأمراء، وهم يزيد بن أبى سفيان، وعمرو بن العاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، وكتب الى خالد بن الوليد، وكان سار الى ناحية العراق في الانضمام اليهم، فسار معهم فافتتحوا من الشأم بصرى وحوران والبثنية والبلقاء من أعمال دمشق، ولقيتهم الروم بأجنادين ثم بمرج الصفر، فهزموا وقتلوا قتلا ذريعا. وسار المسلمون إلى دمشق، فنزلوا عليها.
وتوفى أبو بكر وهم محاصروها، وكانت وفاته بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ١٣ للهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وقيل