جعلته في قدر، وصبّت عليه شيئا من زيت، ودقّت الفلفل والتّوابل، فقرّبته إليهم. فقالت: هذا ممّا كان يعجب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ويحسن أكله. قوله (التّوابل) : هي أدوية حارّة يؤتى بها من الهند، وقيل: إنّها مركّبة من الكزبرة والزّنجبيل والكمّون. ويؤخذ من هذا: أنّه صلّى الله عليه وسلّم كان يحبّ تطييب الطّعام بما تيسّر وسهل، وأنّ ذلك لا ينافي الزّهد.
جعلته) ؛ أي دقيقه (في قدر) - بكسر أوّله، أي: برمة- (وصبّت عليه شيئا من زيت) زيت الزّيتون، أو غيره (ودقّت الفلفل) - بضمّ الفاءين وسكون اللّام الأولى؛ كهدهد- مصروف هذا هو الرواية، والواحدة فلفلة، وفي «القاموس» : الفلفل كهدهد وزبرج: حبّ هنديّ، والأبيض أصلح، وكلاهما نافع لأشياء ذكرها.
فقالت: هذا ممّا كان يعجب النّبيّ صلّى الله عليه وسلم) - بالضبطين- (ويحسن أكله) بالوجهين.
(قوله: التّوابل) بالتّاء المثنّاة قبل الواو، وبالباء بعد الألف؛ جمع تابل- بفتح الباء، وقد تكسر- (: هي) أبزار الطّعام، وهي (أدوية حارّة يؤتى بها من الهند. وقيل: إنّها مركّبة من الكزبرة) - بضمّ الباء وفتحها-: نبات معروف (والزّنجبيل) : هو عروق تسري في الأرض حرّيفة تحذي اللّسان وهو ما ينبت في بلاد العرب، له منافع كثيرة (والكمّون) ؛ كتنّور: حبّ معروف أدقّ من السّمسم، واحدته كمّونة، وهو عربيّ. قال الجواليقي: وعوامّ الناس تفرق بين التوابل والأبزار، والعرب لا تفرّق بينهما!!
(ويؤخذ من هذا) الحديث؛ كما في الباجوريّ وغيره:
(أنّه صلّى الله عليه وسلم كان يحبّ تطييب الطّعام بما تيسّر وسهل) من أنواع الأبازير، (وأنّ ذلك لا ينافي الزّهد) في الدّنيا ولذّاتها.