وكان صلّى الله عليه وسلّم لا يعود مريضا إلّا بعد ثلاث.
وكان صلّى الله عليه وسلّم لا يضيف الخصم إلّا وخصمه معه.
وكان صلّى الله عليه وسلّم يأمر بالهديّة؛ صلة بين النّاس.
المشركين المعارضين للدعوة. والمدينة التي كانت خطبته فيها إنّما افتتحت بالقرآن. انتهى مناوي على «الجامع» .
(و) أخرج ابن ماجه؛ عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه- وهو حديث ضعيف- قال:(كان صلى الله عليه وسلّم لا يعود مريضا إلّا بعد ثلاث) ؛ من الأيّام، تمضي من ابتداء مرضه. قال المناوي في «شرح الجامع» : قال في «الميزان» : قال أبو حاتم: هذا باطل موضوع. وقال الدميري: الأحاديث الصحيحة تدلّ بعمومها على خلاف حديث الباب، وقال الحفني: هذا حديث ضعيف؛ وقيل: منكر؛ فلا يعمل به، لأن الأحاديث الصحيحة مصرّحة بطلب العيادة قبل الثلاث وبعدها، ولو من رمد- على المعتمد-. انتهى.
وقال الزركشي: هذا يعارضه أنّه عاد زيد بن أرقم من رمد به قبلها؛ أي: قبل ثلاث. قال في «شرح الإلمام» : وقع لبعض العوامّ بأن الأرمد لا يعاد!! وقد أخرج أبو داود أنّه صلى الله عليه وسلّم عاد زيد بن أرقم من وجع كان في عينيه. ورجاله ثقات.
قال العلقمي: وفي إطلاق الحديث- أي حديث البخاري:«أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكّوا العاني» - أنّ العيادة لا تتعيّن بوقت دون وقت، لكن جرت بها العادة طرفي النهار. انتهى. ذكر جميع ذلك شرّاح «الجامع الصغير» .
(و) في «كنوز الحقائق» : (كان صلى الله عليه وسلّم لا يضيف الخصم إلّا وخصمه معه) .
(و) أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» ، والطبراني في «الكبير» ، وابن عساكر بسند حسن- كما في العزيزي-؛ عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال:
(كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلّم يأمر) أصحابه (بالهديّة) - يعني بالتهادي- (صلة) أي:
محبّة (بين النّاس) ، لأنها تذهب وحر الصدر «تهادوا تحابّوا» فالهديّة من أعظم أسباب التّحابب بينهم.