وأمّا ريقه الشّريف صلّى الله عليه وسلّم:
فقد بصق في بئر دار أنس، ...
قال ملا علي قاري في «شرح الشفاء» : وقد شرب أيضا دمه عليه الصلاة والسلام أبو طيبة، وعاش مائة وأربعين سنة. وسفينة «مولى النبي صلى الله عليه وسلّم» . رواه البيهقي عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه. ذكره الرافعي في «الشرح الكبير» ؛ قال ابن الملقّن: ولم أجده في كتب الحديث!! انتهى.
قال الخفاجي: وكون عليّ كرم الله وجهه شرب دمه لم يثبت؛ كما أشار إليه الدّميري في «منظومته في الفقه» ؛ يعني المسمّاة «رموز الكنوز» حيث قال:
غريبة فضلة سيّد البشر ... طاهرة على خلاف انتشر
وابن الزّبير بدم الهادي البشير ... نال الّذي رام كما له أشير
وهو الّذي خصّ بويل النّاس ... وهو بويله من الإيلاس
في «مسند البزّار» ثمّ البيهقي ... والطّبرانيّ رواه فثق
والدّارقطنيّ، وقول ابن الصّلاح ... (ليس له أصل) يفي في الاصطلاح
وأمّ أيمن استزادت شرفا ... إذ شربت بول النّبيّ المصطفى
وسقيت إذ هاجرت للسّنّة ... ماء رويّا من شراب الجنّة
فبعده ما مسّ جوفها ظما ... ولم تذق إلى الممات ألما
صحّحه الحاكم، والمرويّ في ... شرب عليّ دمه لم يعرف
وابن الصّلاح قال في شرب أبي ... طيبة: إنّه ضعيف السّبب
قال ابن سبع: ويقينا كانت ... تبلعها الأرض ومنها ازدانت
ولم تبل من تحته بهيمه ... ولم تر الدّهر به سقيمه
وهذه فائدة تفرّد بها؛ وهي: أنّ الدوابّ لم تبل وهو صلى الله عليه وسلّم راكب عليها، ولم تسقم دابّة ركبها في حياته.
(وأمّا ريقه) - أي: وصف ريقه- (الشّريف صلى الله عليه وسلّم) ، فكان يشفي الداء الحسّيّ والمعنويّ كإزالة ملوحة الماء؟! فالجواب محذوف اكتفاء بما دلّ عليه قوله (فقد بصق) بالصاد والزاي وفي لغة بالسين؛ خلافا لمن أنكرها (في بئر دار أنس) بن