ودقائق الفقه ومعاملات القلوب وغيرها، والله المحمود على ذلك
وغيره من نعمه التي لا تحصى، وله المنَّة أن هداني لذلك، ووققني لجمعه ويسره عليَّ، وأعانني عليه، ومنَّ عليَّ بإتمامه،
ــ
ونكت الكلام لطائفه ودقائقه التي تحتاج إلى تفكر اهـ. وهذه النكتة التي أشار إليها الشيخ كالكلام على وصفه الحديث بالصحة أو ما يقابلها وكالتنبيه على زيادة بعض الثقات أو على أحوال بعض الرواة أو الاختلاف في ذلك. قوله:(ودقائق الفقه) أي ومسائل الفقه التي لدقتها تحتاج إلى التنبيه عليها. قوله:(ومعاملات القلوب) أي من الإخلاص والصدق والرجاء وسلامة الصدر والنصيحة والتودد للمسلمين والسعي في منافعهم ومحبة الخير لهم والإقبال على المولى والإعراض عن السوى والتنزه عن الحقد والحسد والبغض والغضب. قوله:(والله المحمود)
أي لا غيره كما يفيده تعريف الجزأين. قوله:(على ذلك) أي الذي من به من هذه الفوائد والفرائد.
قوله:(وغيره من نعمة التي لا تحصى) بيان لغير وفيه اقتباس من قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} ومن قوله -صلى الله عليه وسلم-: سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. قوله:(وله المنة إن هدانا لذلك ووفقني لجمعه) أي ولو أراد لمنعني ذلك وما أحسن قول صاحب الحكم إلهي إن ظهرت المحاسن فبفضلك ولك المنة علي، وقوله:
وقد كنت قدماً أطلب الوصل منهمو ... فلما تجلى الحلم وارتفع الجهل
تيقنت أن العبد لا طلب له ... فإن قربوا فضل وأن ابعدوا عدل
وإن أظهروا لم يظهروا غير وصفهم ... وإن ستروا فالستر من أجلهم يحلو
وفي كلام المصنف تلميح إلى قوله تعالى:{بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} وتنبيه على الدواء النافع من العجب بالعمل لأنه ليس هو فعلاً له في الحقيقة فكيف بما ليس له إنما المنة أن وفقه لصالح العمل وهداه. قوله:(ويسره ولي) فيه إيماء إلى صعوبة مثل هذا التأليف وإن تيسيره من منن الرؤوف اللطيف وهو كذلك فلقد جمع مع صغر حجمه ما لم تجمعه أسفار كبار ثم تيسيره بتذكيره ذلك وتمكنه