للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجيعا وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ على نفسه يعني النضر بن الحارث حين قال:

«ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ» »

دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ كدعائه بالخير لنفسه وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا- ١١- يعنى دم- عليه السلام- حين نفخ فيه الروح من قبل رأسه فلما بلغت الروح وسطه عجل فأراد أن يجلس قيل أن تتم الروح وتبلغ إلى قدميه، فقال الله- عز وجل-: «وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا» وكذلك النضر يستعجل بالدعاء على نفسه كعجلة آدم- عليه السلام- في خلق نفسه، إذ أراد أن يجلس قبل أن يتم دخول الروح فيه فتبلغ الروح إلى قدميه، فعجله «٢» الناس كلهم ورثوها عن أبيهم آدم- عليه السلام- فذلك قوله سبحانه:

«وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا» وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ يعني علامتين مضيئتين فكان ضوء القمر مثل ضوء الشمس، فلم يعرف الليل من النهار، يقول «٣» الله- تعالى: فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ يعني علامة القمر فالمحو السواد الذي في وسط القمر، فمحى من القمر تسعة وستين «٤» جزءا فهو جزء واحد من سبعين جزءا «٥» من الشمس فعرف «٦» الليل من النهار وَجَعَلْنا آيَةَ يعني علامة النَّهارَ وهي الشمس مُبْصِرَةً يعني أقررنا «٧» ضوءها فيها لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ يعني رزقا وَلِتَعْلَمُوا بها عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا- ١٢- يعني بيناه تبيانا وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ يعنى عمله


(١) سورة الأنفال: ٣٢.
(٢) فى أ: فعجلت.
(٣) فى أ: لقول. [.....]
(٤) فى أ، ل: وستون.
(٥) فى ل: فمحى من القمر تسعة وستون حروا فهو على حرو واحد من سبعين حروا.
(٦) فى ل: فعرف، أ: يعرف.
(٧) فى أ: قررنا، ل: أقررنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>