للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهران يجريان على مقدار نهار الدنيا وثلاثة أنهار على مقدار ليل الدنيا فتلك الزيادة [٢٠٧ أ] فذلك قوله سبحانه: «يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ» «١» وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ يعني نبيهم وهو شاهد على أمته أنه بلغهم الرسالة وَجِئْنا بِكَ يا محمد شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ يعني أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- أنه بلغهم الرسالة وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ من أمره، ونهيه، ووعده، ووعيده، وخبر الأمم الخالية وهذا القرآن وَهُدىً «٢» من الضلالة وَرَحْمَةً من العذاب لمن عمل به وَبُشْرى يعني ما فيه من الثواب لِلْمُسْلِمِينَ- ٨٩- يعني المخلصين. إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ بالتوحيد وَالْإِحْسانِ يعني العفو عن الناس وَإِيتاءِ يعني وإعطاء ذِي الْقُرْبى المال يعني صلة «٣» قرابة الرجل كقوله: وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ «٤» يعني صلته، ثم قال سبحانه: وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ يعني المعاصي وَالْمُنْكَرِ يعني الشرك وما لا يعرف من القول وَالْبَغْيِ يعني ظلم الناس يَعِظُكُمْ يعني يؤدبكم لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ- ٩٠- يعني لكي تذكروا فتتأدبوا «٥» . لما نزلت هذه الآية بمكة قال أبو طالب ابن عبد المطلب: يا آل غالب «٦» اتبعوا محمدا- صلى الله عليه وسلم- تفلحوا


(١) سورة الرحمن: ٣٥.
(٢) فى أ: «هدى» .
(٣) فى أ: صلته.
(٤) سورة الإسراء: ٢٦.
(٥) فى أ: فيتأدبوا. [.....]
(٦) فى أ، ل: غالب. ولعلها محرفة عن طالب.

<<  <  ج: ص:  >  >>