للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالثمرات لأنها جماعة ثمر «١» يعني بالسكر ما حرم من الشراب مما يسكرون من ثمره يعني النخيل والأعناب وَرِزْقاً حَسَناً يعني طيبا نسختها الآية التي في المائدة «٢» كقوله- عز وجل-: قَرْضاً حَسَناً «٣» يعني طيبة بها «٤» أنفسهم، بما لا يسكر منها من الشراب وثمرتها فهذا الرزق الحسن، ثم قال سبحانه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ- ٦٧- يعني فيما ذكر من اللبن والثمار «٥» لعبرة لقوم يعقلون بتوحيد الله- عز وجل- ثم قال: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ إلهاما «٦» من الله- عز وجل- يقول قذف فيها «٧» أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ- ٦٨- يعني ومما يبنون من البيوت ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي يقول فادخلي سُبُلَ رَبِّكِ في الجبال وخلل الشجر ذُلُلًا لأن الله- تعالى- ذلل لها طرقها حيثما توجهت يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ يعني عملا مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ أبيض وأصفر، وأحمر فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ يعني العسل شفاء لبعض الأوجاع إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً يعني فيما ذكر من أمر


(١) من أ، وفى ل: يعنى بالثمرات لأنها جماعة، فكلمة «ثمر» فى أ، ليست فى ل.
(٢) يشير إلى قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ سورة المائدة: ٩٠، ٩١.
والآيتان تفيدان تحريم الخمر تحريما قاطعا لأنهما ذكرا أن الخمر رجس من عمل الشيطان وأمر الله باجتنابها ونهى عن شربها، وسلك أبلغ الأساليب فى الزجر عنها وبيان تحريمها.
(٣) سورة البقرة: ٢٤٥، المائدة: ١٢، الحديد: ١٨، التغابن: ١٧، المزمل: ٢٠.
(٤) فى أ، ل: بها، والأنسب: به.
(٥) من ل، وفى أ: من الثمار واللبن.
(٦) فى ل: إلهام، أ: إلهاما.
(٧) من ل، وفى أ: يقول فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>