للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين من بلاء فى الدنيا وعقوبة من اختلاج عرق أو خدش عود أو نكبة حجر أو عثرة قدم فصاعدا إلا بذنب، فذلك قوله: «وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ» فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ من المعاصي وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ- ٣٠- يعني ويتجاوز عن كثير من الذنوب فلا يعاقب بها في الدنيا.

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قال أبو صالح: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ أَكْثَرُ، وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ يَعْنِي النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فَلَمْ يُعَاقِبْ بِهِ فِي الآخِرَةِ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ « ... مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ «١» ... » قَالَ هَاتَانِ الآيَتَانِ فِي الدُّنْيَا لِلْمُؤْمِنِينَ،

قوله- تعالى-: وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ يعني بسابقي الله هربا فِي الْأَرْضِ بأعمالكم الخبيثة حتى يجزيكم بها وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ يعني قريب ينفعكم وَلا نَصِيرٍ- ٣١- يقول ولا مانع يمنعكم من الله- جل وعز- وَمِنْ آياتِهِ أن تعرفوا توحيده بصنعه وإن لم تروه الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ- ٣٢- يعني السفن تجري في البحر بالرياح كالأعلام شبه السفن في البحر كالجبال في البر، «٢» وقال: إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ قائمات على ظهر الماء فلا تجري إِنَّ فِي ذلِكَ الذي ترون يعني السفن، إذا جرين وإذا ركدن لَآياتٍ يعني لعبرة لِكُلِّ صَبَّارٍ يقول كل صبور على أمر الله شَكُورٍ- ٣٣- لله- تعالى- في هذه النعمة، ثم قال: أَوْ يُوبِقْهُنَّ يقول وإن يشأ يهلكهن يعني السفن بِما كَسَبُوا يعني بما عملوا من الشرك وَيَعْفُ يعني يتجاوز عَنْ كَثِيرٍ


(١) سورة النساء: ١٢٣.
(٢) فى أ: البحر، ف: البر.

<<  <  ج: ص:  >  >>