للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلها فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ يقول فمن يمنعنا من عذاب الله- عز وجل- إِنْ جاءَنا لما سمع فرعون قول المؤمن قالَ عدو الله فِرْعَوْنُ عند ذلك لقومه: مَا أُرِيكُمْ من الهدى إِلَّا مَا أَرى لنفسي وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ- ٢٩- يقول وما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى، بل يدلهم على سبيل الغي «١» وَقالَ الَّذِي آمَنَ يعني صدق بتوحيد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- يَا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ فى تكذيب موسى مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ- ٣٠- يعني مثل أيام عذاب الأمم الخالية الذين كذبوا رسلهم مِثْلَ دَأْبِ يعني مثل أشباه قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ- ٣١- فيعذب على غير ذنب، ثم حذرهم المؤمن عذاب الآخرة، فقال: وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ- ٣٢- يعني يوم ينادي أهل الجنة أهل النَّارِ « ... أَنْ قَدْ وَجَدْنا مَا وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا ... » «٢» وينادي أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ « ... أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ... » «٣» .

ثم أخبر المؤمن عن ذلك اليوم، فقال: يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ يعني بعد الحساب إلى النار ذاهبين، كقوله: «فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ» «٤» يعني ذاهبين إلى عيدهم مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ يعني من مانع يمنعكم من الله- عز


(١) هذا تعليق من المفسر على كلام فرعون، معناه: أن فرعون لا يدلهم للهدى بل يدلهم للغي والضلال.
(٢) سورة الأعراف: ٤٤.
(٣) سورة الأعراف: ٥٠.
(٤) سورة الصافات: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>