- وأما قول ابن القيم في جلاء الأفهام (٥٣): «وقد صح إسناد هذا الحديث، وسألت شيخنا [يعني: شيخ الإسلام ابن تيمية] عن سماع فيزيد بن عبد الله عن أبي هريرة: ما كأنه أدركه، وهو ضعيف، ففي سماعه منه نظر» ففيه نظر من وجهين: ١ - أن شيخ الإسلام نفسه قد جود هذا الحديث فقال في الفتاوى الكبرى (٤/ ٣٦١): «وهو حديث جيد»، وقال في اقتضاء الصراط المستقيم (٣٢٤): «وهذا الحديث على شرط مسلم». ٢ - أن يزيد بن عبد الله بن قسيط: ثقة محتج في الصحاح [انظر: التهذيب (٩/ ٣٥٧). الميزان (٤/ ٤٣٠)] أثبت له البخاري السماع من أبي هريرة فقال في التاريخ الكبير (٨/ ٣٤٤): «سمع ابن عمر وأبا هريرة ... » وناهيك بالبخارس حجة في هذا الباب. والتاريخ يعضد ذلك، فقد توفى ابن قسيط سنة (١٢٢) وله تسعون سنة، يعني: أنه ولد سنة (٣٢) أي: قبل وفاة أبي هريرة بنحو (٢٥) سنة على الأقل إذ كانت وفاته سنة سبع وقيل: ثمان وقيل: تسع وخمسين، وهذا يعني أنه أدركه في سن الطلب وصاحبه مدة والله أعلم. - وقد صححه إسناده النووي في الرياض (١٤٠٢) وفي الأذكار (٣٣٥). - وقال العراقي في تخريج الإحياء (١/ ٢٧٩): «سنده جي». - وقال ابن حجر في الفتح (٦/ ٥٦٣): «ورواته ثقات». - وقال في التلخيص بعد أن ذكر طرق وشواهد حديث فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم (٢/ ٥٠٩): «طرق هذا الحديث كلها ضعيفة ... ثم قال: وأصح ما ورد في ذلك ما رواه أحمد وأبو دواد ... » وذكر الحديث. - ومما يؤكد أن الحديث حجة في بابه قول شيخ الإسلام ابن تيمية. «والإمام أحمد رضي الله عنه - أعلم الناس في زمانه بالسنة- لما سئل عن ذلك [يعني: عن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم] لم يكن عنده ما يعتمد عليه في ذلك إلا حديث أبى هرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يسلم علي إلا رد الله على روحي حتى أرد عليه السلام» وعلى هذا اعتمد أبو داود في سننه» [الفتاوي الكبرى (١/ ١٤٣) وانظر: الفتاوى الكبرى (٢/ ٥) و (٤/ ٣٦١). منهاج السنة النبوية (٢/ ٤٤٢). الرد على البكري (١٠٦ و ٢٥٣). شرح نوتية ابن القيم (٢/ ٣٥٩). العقود الدرية (٣٥٣)]. - وحسنه الألباني في الصحيحة (٢٢٦٦). [وفي صحيح سنن أبي دواد (١/ ٥٧٠) برقم (٢٠٤١)] «المؤلف».=