للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: (( ... بل تجد الرَّجل يؤمن بالله ورسوله، وملائكته وكتبه ورسله، وبالبعث بعد الموت، فإذا فعل نوعاً من المكفِّرات، حكم أهل العلم بكفره وقتله، ولم ينفعه ما معه من الإِيمان. وقد ذكر الفقهاء من أهل كلِّ مذهبٍ "باب حكم المرتد" (١) وهو الَّذي يكفر بعد إسلامه، ثم ذكروا أنواعاً كثيرةً، من فعل واحداً منها كفرَ، وإذا تأمَّلت ما ذكرناه، تبيَّن لك أنَّ الإيمان الشرعي، لا يجامِعُ الكفرَ، بخلاف الإيمان اللُّغوي، والله أعلم)) (٢) .

وقال: (( ... وأمَّا إنْ لم يكن له عذرٌ، وجلس بين أظهرهم، وأظهر لهم أنَّه منهم، وأَنَّ دينهم حقٌّ، ودين الإسلام باطلٌ، فهذا كافرٌ مرتدٌّ، ولو عرف الدِّين بقلبه، لأَنَّه يمنعه من الهجرة محبَّة الدُّنيا على الآخرة، ويتكلَّم بكلام الكفر من غير إكراهٍ، فدخل في قوله تعالى: {وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٦) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (١٠٧) (٣) } )) (٤) .

وقال أيضاً: ((اعلمْ رحِمَك الله: أنَّ دين الله يكون على


(١) سبق النقل عنهم كثيراً.
(٢) "الدرر السَّنِيَّة (١٠/١٣٧-١٣٨) . جمع عبد الرَّحمن بن محمَّد بن قاسم، الطبعة الخامسة ١٤١٣هـ.
(٣) سورة النحل: ١٠٦، ١٠٧.
(٤) المصدر السابق (١٠/١٤١) .
تعليق: انظر كيف حكم برِدَّته رغم أَنَّه أظهر الكفر محبَّة في الدُّنيا لا اعتقاداً له.