(١) حديث حسن: روي حديث ابن عباس مرسلًا وموصولًا. أما الرواية المرسلة، فأخرجها البيهقي (٢/ ١٠٤) من حديث الحسين بن حفص عن سفيان قال حدثني عاصم الأحول عن عكرمة قال: مر رسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- برجل أو امرأة لا يضع أنفه إذا سجد، فقال، فذكر نحوه. وهذا مرسل حسن الإسناد، الحسين بن حفص هو ابن الفضل بن يحيى الهمداني، وهو صدوق، كما في "التقريب". ومن فوقه ثقات. وقال البيهقي: "وكذلك رواه سفيان بن عيينة وعبدة بن سليمان عن عاصم الأحول مرسلًا". وأما الرواية الموصولة، فأخرجها الدارقطني (١/ ٣٤٨). ومن طريقه البيهقي (٢/ ١٠٤) وابن الجوزي في "التحقيق" (١/ ٣٩٢)، من حديث أبي قتيبة حدثنا شعبة عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس فذكره مرفوعًا. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وأبو قتيبة وهو سلم بن قتيبة الشعيري الخراساني، أخرج له البخاري والأربعة، ووثقه أبو داود وأبو زرعة، وقال يحيى بن سعيد: "ليس أبو قتيبة من الحمال التي يحمل المحامل"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وأخرجه الدارقطني أيضًا (١/ ٣٤٨ - ٣٤٩) من طريق أبي قتيبة حدثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول به، مرفوعًا. وقرن البيهقي (٢/ ١٠٤) رواية شعبة برواية الثوري عن عاصم الأحول به مرفوعًا. ولا يشك حديثي أن الرواية المرسلة أرجح من الرواية الموصولة لاتفاق سفيان بن عيينة وعبدة بن سليمان وحسين بن حفص على روايته مرسلًا، وأن رواية أبي قتيبة الموصولة لا تقاوم روايتهم المرسلة لتفرده بالوصل دونهم. على أن سلم بن قتيبة متابع على روايته الموصولة، فقد أخرج الطبراني في "الكبير" (١١٩١٨) وفي "الأوسط" (٤١١١) من حديث الضحاك بن حُمرة -بالحاء والراء المهملتين- عن منصور عن عاصم البجلي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا: "من لم يلزق أنفه مع جبهته بالأرض في سجوده لم تقبل صلاته". =