للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: ٨-٩] .

إن الإسلام منذ ظهر وهو يمتد أبدًا. ويجب ألا نخلط بين الإسلام وما يتعاقب على المسلمين من أحوال القوة والضعف، فتلك أمور تتناسب طرديًا مع استمساكهم به أو ابتعادهم عنه. إن هذه مسلمات يعترف بها أعداء الإسلام.

يقول المستشرق الألماني "باول شمتز":

"بينما كان الغرب في القرون الماضية يحرز انتصارات سياسية في كل مكان في وسط إفريقيا، امتد -وما زال يمتد- فحيثما حل الإسلام ضاعت جهود المبشرين المسيحيين وفقدوا الأمل في تحويل روح وثنية إلى المسيحية.

فالإسلام في تماسكه وبساطته متفوق على المسيحية المبددة جهودها في نزاعات عقائدية وخلافات مذهبية تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم فيتعسر فهمها، وليس بالإمكان حل طلاسمها. ولا يغزو الإسلام هذه المناطق عن طريق دخول الناس فيه فرادى بل يحاول غزو القبيلة كلها كوحدة وطنية لأنه لا يوجد دين آخر غير الإسلام يربط الحياة السياسية والدينية ببعضها ويوحد بين الطبيعة الروحية والدنيوية في الفرد"١.

ويقول المفكر الإنجليزي "هيلبير بلوك":

"لا يساورني أدنى شك في أن الحضارة التي ترتبط أجزاؤها برباط متين وتتماسك أطرافها تمسكًا قويًا وتحمل في طياتها عقيدة مثل الإسلام لا ينتظرها مستقبل باهر فحسب بل ستكون أيضًا خطرًا على أعدائه. ومن الممكن أن يعارض المرء هذا الرأي بأن الإسلام فقد سيطرته على بعض الأشياء المادية وخاصة ما يتصل بالحرب "القوة العسكرية" فهو لم يلحق بالتقدم التكنولوجي


١ الإسلام قوة الغد العالمية: ص٣١٩.

<<  <   >  >>