للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

طيلة حياته بقوة البناء النفسي والبدني -لأن يقول: "أي جمع يهزم! أي جمع يغلب"!

وما هي إلا سنوات حتى كانت معركة بدر الكبرى، وفيها هزم جميع الكفار وولوا الأدبار.

التنبؤ بانتصار الإسلام:

إن التنبؤ بانتصار الإسلام مرادف تمامًا للتنبؤ بهزيمة الكفر فالنتيجة واحدة في الحالتين.

وإذا كان القرآن قد بدأ الحديث عن هزيمة الكفر قبل أن يبدأ الحديث عن انتصار الإسلام، فلأن ذلك يماثل مهاجمة الأعداء في عقر دارهم وإخراجهم منها أذلة وهم صاغرون.

وإذا كان القرآن قد بدأ بالتحدث على المستوى الفردي فلأن ذلك أشد وقعًا وأعمق أثرًا، إذ إنه يدفع رءوس الكفر إلى ضرورة المواجهة وقبول التحدي، وإلا انفضح أمرهم وانكشف ما هم فيه من زيف وضلال أمام الخصوم والأشياع -على السواء- فصاروا بذلك مثلًا للزعامة الكاذبة، وذلك خلافًا لحالة التحدي الجماعي التي قد يجد فيها الكثيرون فرصة للتقاعس عن المواجهة والقعود انتظارًا لما قد يحققه الغد من ظنون وأوهام.

هذا.. ولقد تنبأ القرآن بما سيكون عليه أمر النبي فألقى نبوءة صريحة تقطع بحفظه من كل محاولات الكفار لقتله والقضاء عليه -وذلك ما نجده في قول الله:

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: ٦٧] .

<<  <   >  >>