وقصيدة "أحلام الصبا ص٨١، ٨٢" قالها الشاعر في ١٣٨٨هـ، وقصيدة "نجوى ص٨٦، ٨٧" أنشدها الشاعر في عام ١٣٨٨هـ، وقصيدة "صدفة ص١٠٢" قالها في ١٣٨٢هـ، وقصيدة "مع الخليل ص١٣٢، ١٣٣" في عام ١٣٨٨هـ، وقصيدة "شكوى ص١٤١، ١٤٢" في عام ١٣٨٨هـ، وقصيدة "شكر الإله ص١٤٨، ١٥٠" وهي وقفة تأمّل وتدبر في آلاء الله بين جبال عسير الشاهقة عام ١٣٨٨هـ، وقصيدة "الحبيب المجهول ص١٥١، ١٥٢" في عام ١٣٨٨هـ، وقصيدة "ذكرى ص١٥٩، ١٦٠" في عام ١٣٧٨هـ، وقصيدة "ذكريات وتساؤلات ص١٦٨، ١٧٠" في عام ١٣٩٩هـ، وقصيدة "مع الأنغام ص١٣٩، ١٤٠" في عام ١٣٨٨هـ، وقصيدة "ظهران الجنوب ص١٥٧، ١٥٨" في عام ١٣٨٨هـ.
وشعر الوجدان تنساب فيه شاعرية الألمعي انسياب الماء الصافي العذب الزلال، يتَّسم بالخفة والحلاوة والعذوبة، ينساب مع القارئ كأنَّ ألفة تمت بينهما من قبل في تجربة سابقة، ويشعر بأن الشعر للقارئ لا للشاعر؛ لأنه في إمكانه أن يصدر عنه مثله أو هو نفسه، وذلك لسهولته وجريانه على اللسان كما يجري الحديث اليومي مع الناس حين يتسامرون ويأنسون، فلا يحتاج إلى جهد في فهمه وإدراكه، ولا إلى مراجعة يحكك فيه ويهذب منه، بل نشعر بأن الشاعر أنشد هذه القصائد بلا استئذان ولا تهيؤ قبلها، وكأنه يرتجلها ارتجالًا لا يعانيها، ولا يقلب النظر في صورها وكلماتها، بل إذا صدرت عنه ساعتها لا يدير نظرة عليها مرة ثانية، بل تذهب في الحياة نبعًا فطريًّا صافيًا، لا تحتاج منه إلى المراجعة والتدقيق والتهذيب، حتي يحذف منها الكلمة العامية أو يجبر خللًا هو كيان الصورة، أو يقصر ممدودًا في وسط البيت، أو يمد مقصورًا للحفاظ على الوزن، لا يعنيه كل هذا ما دامت القصيدة قد صدرت عنه لأول مرة.
لهذا كله كان شعر الوجدان عند يحيى الألمعي صادرًا عن نفس شفافة وروح صافية، سواء أكان وجدانه يكتوي بنار الحب التي ألهبته حبيبته ومزقت بالشوق قلبه، أم كان وجدانه من شكواه لله -عز وجل- وثنائه عليه بنعمه وآلائه؛ ليطلب منه المغفرة والعفو، كلاهما يعتمد على مشاعر الحب العميق الصادق، وفورة الوجدان المحموم، والتأمل في جوانب النفس وحناياها لمعرفة حقيقة الحب والولهان وكنه الوجدان والإلهام.
وشعر الوجدان عنده شعر قوي العاطفة صادقة التجربة قطعة نابضة من نفس الشاعر وقلبه، ويكفيه وحده أن يضع الشاعر في منزلة بين شعراء مدرسته ومذهبها الأدبي: مدرسة التجديد المحافظ؛ ليكون يحيى من شعراء منطقة الجنوب بلا ريب يزاحم شعراء المملكة العربية السعودية بفنه الشعري.