للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: شعر الطبيعة

هذا هو الغرض الثالث في شعر زاهر، جاء في ديوانه "على درب الجهاد" مختلطًا مع الشعر الوطني غالبًا، لسببين:

أحدهما: أن ينشد الشاعر قصيدته في مناسبة وطنية، مثل قصيدة "سد جازان"، وقصيدة "فوق أرض الجنوب"، وقصيدة "سد أبها".

ثانيهما: أن وصف الطبيعة جاء من خلال الإشادة بتلك الطبيعة الجميلة، التي هي جزء من الوطن الحبيب.

ولذلك كان شعر الطبيعة نبعًا للغرض الوطني، ورافدًا من روافده، ليفيض على الوطن بالجمال والروعة فتعشقه النفوس وتهوى إليه القلوب، فيزداد حبًّا له، ويتفانى تضحية في سبيله.

أما القصائد التي غلب عليها شعر الطبيعة فهي قصيدة "في ربوع الجنوب" التي ألقاها الشاعر في المهرجان الكبير، المقام في مدينة "أبها" تكريمًا لسمو أميرها "خالد الفيصل" في ١٥/ ٣/ ١٣٩١هـ١.

وقصيدة "في ربوع القصيم" نظمها، حينما قام الشاعر هو ومدير معهد شقراء العلمي الشيخ "عبد الله الضحيان"، ومجموعة من الأساتذة إلى القصيم، فصور الشاعر انطباعاته عن تلك الرحلة في ١٥/ ٧/ ١٣٨٠هـ يقول في المطلع٢:

ركب تطلع من ذرى شقراء ... خنقت معالمه منى وسناء

واهتز في حلل المسير كأنه ... طود أشم تماسكًا وإخاء

إلى قوله:

يا روضة غمرت بساحر نورها ... جمع الوفود أناقة وسناء

فيك العيون تفجرت بمياهها ... كالدر بين الحاجزين صفاء

فيك الينابيع في الرياض جداول ... فاضت برقراق النمير سخاء

فيك الحدائق غضة أغصانها ... وتفوح من نفح النسيم شذاء

فترى البلابل غردت فوق الربى ... وشدت بلحن يغمر الأرجاء

قد رددت لحنًا بساحر نغمة ... طربا أثار برجعه الشعراء

وترى بها الأفنان تقطر بالندى ... متسامقات في العلا شماء


١ الألمعيات: ٢٣/ ٢٥.
٢ الألمعيات: ٢١/ ٢٩.

<<  <   >  >>