للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه نساوي على خوط نبعة ... وفوق كعرقوب القطاة مدحرج١

وأما عمرو ذو الكلب فيُعنى بوصف نصال سهامه لأنها التي يكمن في سنانها الموت، فهي حينا رماح طائرة يكسوها ريش منسول:

وثجرا كالرماح مسيرات ... كسين دواخل الريش النسال٢

وهي حينا آخر كأنها شوك العضاه:

وفي قعر الكنانة مرهفات ... كأن ظباتها شوك السيال٣

وهم يتحدثون أحيانا عن عددها، فهذا الشنفرى يصف تأبط شرا أو "أم العيال" كما كان يسميه مداعبا، ويذكر عدد سهامه التي يحملها في جعبته:

لها وفضة فيه ثلاثون سيحفا ... إذا آنست أولي العدي اقشعرت٤

أما حين يذكرون القوس فأشد ما يهتمون به صوتها حين ينبضون فيها، أو حين يتهيئون للرمي، فهو صوت يفتنهم فتنة شديدة تبدو في ذلك الإلحاح الشديد على تسجيله في شعرهم، وليس في هذا غرابة فإن هذا الصوت إيذان ببدء عملهم الذي وهبوا حياته له. وصوت القوس في سمع صخر الغي عندما ينبض فيها كأنه أصوات قوم يبحثون عن شيء فقدوه:

وسمحة من قسي زرارة صفـ ... ـراء هتوف عدادها غرد


١ ديوانه المطبوع / ٣٤. والأغاني ٢١/ ١٤١. وديوان المصور، لوحة رقم ٥٢. مع اختلاف في رواية البيتين - الأزرق يريد به السهم. النكس: السهم ينكسر فوقه فيجعل أعلاه أسفله. النساري: ريش النسارية وهي العقاب، ويذكر الميمني في تعليقاته على الديوان أنه لم يجدها في المعاجم، وقد ظن أنها من ريش النسر. المدحرج: المدور.
٢ شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٣٥ - الثجر: جمع أثجر وهو النصل العريض الوسط. النسال: ما تساقط من الريش.
٣ شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٣٥ - السيال: نبات له شوك أبيض طويل، أو ما طال من السمر.
٤ المفضليات/ ٢٠٤. والأغاني ٢١/ ١٤٠ وفيه "سلجما" و"إذا ما رأت" - الوفضة: الجعبة. السيحف: السهم العريض النصل. العدي: القوم من الرجالة. اقشعرت: تهيأت للقتال.

<<  <   >  >>