للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلتُ: وقول الخطيب كان يتساهل في الإجازة إلى آخره، فهذا يفعله نادرًا، فإنه كثيرًا ما يقول: كتب إليَّ جعفر الخُلْديّ، كتب إليّ أبو العبّاس الأصمّ، أنبا عبد الله بن جعفر فيما قُرئ عليه، والظّاهر أنّ هذا إجازة. وقد حدَّثني الحافظ أبو الحجّاج القُضَاعيّ قال: رأيت بخطّ ضياء الدّين المقدسيّ الحافظ أنّه وجد بخطّ أبي الحجّاج يوسف بن خليل أنّه قال: رأيت أصل سماع الحافظ أبي نُعَيْم لجزء محمد بن عاصم فبطَل ما تخيّله الخطيب.

وقال يحيى بن مَنْدَهْ الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيزي النَّخْشَبيّ يقول: لم يسمع أبو نُعَيْم "مُسْنَد الحارث بن أبي أُسَامة" بتمامه من أبي بكر بن خلّاد، فحدَّث به كله.

قال الحافظ بن النّجّار: وَهِم في هذا، فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة، وعليها خطّ أبي نُعَيْم يقول: سمع منّي فلان إلى آخر سماعي من هذا المُسْنَد من ابن خلّاد، فلعلّه روى الباقي بالإجازة، والله أعلم.

لو رجمَ النَّجمَ جميعُ الوَرَى ... لم يصِل الرَّجمُ إلى النَّجمِ

تُوُفّي أبو نُعَيْم، رحمه الله، في العشرين من المحرَّم سنة ثلاثين، وله أربعٌ وتسعون سنة.

٣٢٩- أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصْبَغ البَيّانيّ١.

أبو عَمْرو القُرْطُبيّ، روى عن أبيه قاسم بن محمد عن جدّه قاسم بن أصْبَغ جميع ما رواه.

حدَّث عنه: أبو محمد بن حزْم، والطّبْنيّ. وكان عفيفًا طاهرًا، شديد الانقباض. أصابه فالجٌ قبل موته.

٣٣٠- أحمد بن الغمْر بن محمد.

أبو الفضل الأبِيوَرْديّ. سمع من: أبي أحمد بن ماسيّ، وغيره. ومن: مَخْلَد بن جعفر الباقرحيّ. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري.


١ جذوة المقتبس "١٤٢، ١٤٣"، الصلة لابن بشكوال "١/ ٤٧، ٤٨".