للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخدم ملوك بني بُوَيْه، كعَضُد الدولة وشرف الدولة، وكان يلزمهم، وقيل: إنّه كَانَ بفَرْد عين، وقد قرأ ديوان المتنبي على المتنبي، وصنف شرحه.

توفي في صفر، وهو فِي عشر السبعين رحمه اللَّه.

وله كتاب سمّاه "البشرى والظَّفَر" شرح فِيهِ بيتًا واحدًا من شعر الْأمير عَضُد الدولة، وقدّمه لَهُ، وهو:

أهلا وسهلا بذي البُشْرَى ونَوْبتها ... وباشتمال سرايانا عَلَى الظَّفَرِ

أوسَعَ الكلام فِي شرحه واشتقاق ألفاظه.

أخذ عَنْهُ الثمانيني، وعَبْد السّلام البصْري، وَأَبُو الْحَسَن الشمسي، وطائفة.

٥٧- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز القاضي، أَبُو الْحَسَن الْجُرْجَاني، الفقيه الشافعي الشاعر١، وله ديوان مشهور، وكان حَسَنَ السيرة فِي أحكامه، صدوقًا، جمّ الفضائل، بديع الخط جدًّا. ورد نيسابور سنة تسع وثلاثين، مَعَ أخيه فِي الصِّبا، وسمعا سائر الشيوخ. وُلِّي قضاء الرّيّ.

وقَالَ الثَّعَالِبي فِي يتيمة الدَّهْر: هُوَ فرد الزمان، ونادرة الفَلَك، وإنسان حدقة العِلْم، وقُبَّةُ تاج الْأدب، وفارس عسكر الشِّعْر، يجمع خطّ ابن مُقْلَة، إلى نثر الجاحظ، إلى نظْم البُحْتُرِي.

وشِعْره كثيره. وله كتاب "الوساطة بين المتنبي وخصوصه"، وأبان فِيهِ عَنْ فضلٍ غزير.

وهو القائل:

يقولون لي فيكَ انقباضٌ وإنَّما ... رأوا رجلا عَنْ موقف الذُّلّ أَحْجَمَا

الأبيات المشهورة.

تُوُفِّي بالرّيّ، وحُمل إلى جُرْجَان فدُفِن بها.

ومن شعر أبي الحسن الجرجاني هذا:


١ المنتظم "٧/ ٢٢١"، والبداية والنهاية "١١/ ٣٣١"، وتذكرة الحفاظ "٣/ ١٠٢٥"، وسير أعلام النبلاء "١٧/ ١٩-٢١".