للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ} [البقرة: ٢٦١] ، ثم دعا به فخلع عليه وولاه عملًا يرتفق به.

وللوزير المُهَلَّبي أخبار وشعر رائق. وتُوُفّي في طريق واسط، وحُمل إلى بغداد، ومن شِعْره:

قال لي مَنْ أحبّ والبين قد جـ ... دّ وفي مِهجتي لهيبُ الحريق

ما الذي في الطريق تَصْنَعُ بَعْدي؟ ... قلت: أبكي عَلَيك طُولَ الطَّرِيقِ

تُوُفّي المهلَّبي لثالثِ من شعبان عن نَيَّف وستّين سنة.

ولابن الحجّاج من أبيات يرثيه:

مات الذي أَمْسَى الثَّناءُ وراءه ... والْعَفْوُ عفو الله بين يديه

هدم الزمان بموته الحصنَ ... الذي كُنّا نفرّ من الزَّمان إليهِ

وللوزير المهلَّبي:

أراني الله وجهَكَ كلَّ يوم ... صباحًا للتيمّن والسّرور

وأمتع ناظريَّ بصفْحَتَيْهِ ... لأَقرا الْحُسْنَ من تلك السُّطُور

ولابن عبد الله بن الحجّاج يرثي الوزير المهلَّبي:

يا مَعْشَرَ الشعراءِ دَعْوَةَ مُوجَعٍ ... لا يُرْتَجَى فرَجُ السُّلُوِّ لَدَيْهِ

عَزُّوا الْقَوافِيَ بالوزيرِ فإِنّها ... تبكي دَمًا بَعْدَ الدُّمُوعِ عليهِ

مات الذي أمسى الثناء وراءه ... والعفو عفو الله بين يديه

هدم الزمان بموته الحصن الذي ... كنا نفرّ من الزَّمان إليهِ

فَلْيَعْلَمَنَّ بَنُو بُوَيْه أَنَّه ... فُجعتْ به أَيّام آلِ بُوَيْهِ

٥١- الحسن بن محمد بن رمضان بن شاكر، أبو علي الحِمْيَرِي١.

أظُنُّه مَصْريًّا، تُوُفّي في ربيع الأول.


١ في عداد المجهولين.