للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حرف الجيم:

٤٩- جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء، أبو محمد الشيباني الأمير١.

من كبار عرب الشام، وكان فارسًا شجاعًا عارفًا باللغة، وكان خِصّيصًا بسيف الدولة، عاش ستًّا وثمانين سنة، وأخوه عبد الله شاعر مجوّد.

حرف الحاء:

٥٠- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ٢ بْنِ هارون الوزير، أبو محمد الْمُهَلَّبِي الأزْدي، من ولد قبيصة بن المهلَّب بن أبي صُفْرة.

وزر لِمُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وكان كبير القدْر عالي الهمّة كامل الرئاسة والعقل، مُحبّا للفُضَلاء مُقْبِلًا عليهم.

كان في أوائل شأنه قد أصابته فاقة، حتى سافر واشتهى اللحم، فلم يقدر عليه فقال:

ألا مَوْتٌ يُباعُ فأشتريه ... فهذا العيشُ ما لا خير فيه

ألا موت لذيذ الطَّعْمِ هاني ... يخلّصُني من العيش الكريه

إذا أَبْصَرتُ قبرًا من بعيدِ ... ودِدْتُ لوَ أنَّني قد صرت فيهِ

ألا رَحِم الْمُهَيْمِنُ نفْسَ حرّ ... تصدّق بالوفاة على أخيه

فلمَّا سمعه اشترى له لحمًا بدرهم وطَبَخَه وأطعمه، ثمّ تقلَّبت الأحوال ووُزَّر المُهَلَّبِي، وضاقت الحال بذاك الرجل فقصد المهلَّبي وكتب إليه:

ألا قُلْ للوزير فَدَتْه نفْسي ... مَقَالَةَ مُذْكِرٍ ما قد نَسيهِ

أَتَذْكُر إذ تقول لضَنْكِ عَيْشٍ ... ألا موتٌ يُباع فأشتريه

فلما وقف عليها أمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقّع في ورقته: {مَثَلِ الَّذِين


١ أحد أمراء الشام، يراجع "تاريخ دمشق" لابن عساكر.
٢ انظر المنتظم "٧/ ٩"، والفهرست "٢٠٠"، والكامل في التاريخ "٨/ ٥٤٦"، ودول الإسلام "١/ ٢١٩".