الحارث الكَلابَاذيّ الْبُخَارِيّ الفقيه، شيخ الحنفيّة بما وراء النَّهر، ويعُرف بعبد اللَّه الأستاذ. كَانَ كبير الشّأن كثير الحديث، إمامًا فِي الفقه.
روى عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن واصل، وعبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون، أحمد بن الضوء، وأبي الموجه المروزي، ومحمد بن علي الصائغ المكي، موسى بن هارون الحافظ، وخالد بن تمام الأسدي، والفضل بن محمد الشعراني، وأبي بكر بن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، وأبي معشر حمدويه بن خطاب، وعمران بن فرينام، ومحمد بن الليث السرخسي، وأبي همام محمد بن خلف النسفي. وعاش ثمانين سنة أو أكثر.
وصنف كتاب "الكشف عَنْ وهم الطائفة الظالمة أَبَا حنيفة". وعنه: أَبُو الطَّيّب عَبْد اللَّه بْن محمد، ومحمد بْن الْحَسَن بن منصور النيسابوريان، وأحمد بْن يعقوب الفارسيّ، وطائفة. ومِن القُدماء: أَبُو العبّاس بْن عُقْدَةَ. ومِن المتأخرين: أبو عبد الله بْن منده. وكان حسنُ الرّأي فِيهِ. قَالَ حمزة السَّهميّ: سَأَلت عَنْهُ أَبَا زُرْعَة أحمد بن الحسين الرّازيّ فقال: ضعيف.
وقال الحاكم: هُوَ صاحب عجائب عَنِ الثقات. وقال الخطيب: لا يُحتج بِهِ. وُلِد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي فِي شوال.
قلت: وقد جمع "مُسْنَد أبي حنيفة".
٣١٦- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق النهاوندي١: أَبُو القاسم الزّجّاجيّ النَّحْويّ، صاحب "الْجُمَل". أصله من صَيمر، نزل بغداد ولزِم أَبَا إِسْحَاق الزّجّاج حتى برعَ فِي النَّحْو. ثم نزل حلب، ثمّ دمشق. وأملى عَنْ: محمد بْن العبّاس اليزيديّ، وعليّ بْن سُليمان الأخفش، وابن دُرَيْد، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عليّ الحلبيّ، وأبو محمد بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الرَّحْمَن بْن عمر بن نصر، وأحمد بن محمد بن سرّام النَّحْويّ. قَالَ الكتانيّ: تُوُفّي بطبرية فِي رمضان سنة أربعين. وبلغنا أنّه صنَّف "الجمل" بمكّة. وكان إذا فرغ البابَ طاف بِهِ أسبوعًا، ودعا بالمغفرة. وللنُّحاة عليه في هذا الكتاب مؤاخذات معروفة، وقد انتفع به خلقٌ من المشارقة والمغاربة.
١ الكامل في التاريخ "٨/ ٤٩١"، سير أعلام النبلاء "١٥/ ٤٧٥، ٤٧٦"، البداية والنهاية "١١/ ٢٢٥".