وعنه أيضًا قال: عُدْتُ رجلًا وتركتُ حماري على بابه. ثم خرجت، فإذا عليه صبيّ فقلت: لِمَ ركبتَ بغير إذني؟ قال: خفت أن يذهب، فحفِظْتُهُ لك.
قلت: لو ذهب كان أهوَن عليَّ.
قال: فهبْه لي وَعُدَّ أنّه ذهب، واربح شُكري. فلم أدرِ ما أقول!
وقال الخطيب في تاريخه: أنا الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عَلّاثة، أنا أحمد بن جعفر بن سَلْم، نا أبو دُلف هاشم بن محمد الخَزَاعيّ، نا الجاحظ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين: حدّثني ثُمامة بن أَشرس. قال: شهِدتُ رجلًا وقد قدّم خصمه إلى والٍ وقال: أصلحك الله، هذا ناصبيّ، رافضيّ، جَهْميّ، مُشَبَّه، يشتم الحَجّاج بن الزُّبَير الذي هدم الكعبة على عليّ بن أبي سفيان، ويلعن معاوية بن أبي طالب.
وقال الخطيب: نا الصَّيْمَرِيّ، نا المَرزبانيّ: أخبرني محمد بن يحيى، نا يمَوُت بن المُزَرِّع: حدّثني الجاحظ قال: دخل أبو العَتَاهية على المأمون فطعن على المُبْتَدِعة، ولعَن القَدَرِيّة. فقال المأمون: أنت صاحب شعرٍ ولغةٍ، وللكلام قوم.
قال: نعم، ولكن اسأل ثُمامةَ عن مسألةٍ، فقُلْ لهُ يُجِبْني. ثم أخرج يده فحرَّكها وقال: يا ثُمامة مَن حرَّك يدي؟ قال: مَن أُمُّه زانية.
فقال: شتمني والله.
قال ثُمامة: ناقضَ واللهِ.
قال أبو رَوْق الهِزّانيّ: نا الفضل بن يعقوب قال: اجتمع ثُمامة ومعه يحيى بن أكثم عند المأمون، فقال المأمون ليحيى: ما العِشْق؟ قال: سَوانحُ تَسْنَح للعاشق يُؤْثرُها ويهيم بها.
قال ثُمامة: أنت بالفِقْه أبصر منك بهذا، ونحن أحذق منك.
قال المأمون: فقُلْ.
قال: إذا امتزجت جواهرُ النُّفوس بوصل المُشَاكلة نتجت لُمَحُ نورٍ ساطع تستضيء