للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فأجاز لك؟ قال: نعم.

وقال أبو زُرعَةَ: سماعه كسَمَاع أبي اليَمَان إنّما كان إجازةً.

وقال أبو اليَمَان الحكم بن نافع: كان شُعيب عَسِرًا، فدخلنا عليه حين احتضر، فقال: هذه كُتُبي قد صحَّحْتُها، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا من ابني فلْيَسمَعْ، فإنّه قد سمعها منّي.

وقال ابن حِبّان: مات سنة ثلاث عشرة.

قلت: روى خ. عن إسحاق عنه.

٥٥- بِشْر بن غِياث بن أبي كريمة١ أبو عبد الرحمن المَرِيسيّ العدويّ. مولى زيد بن الخطاب:

كان من أعيان أصحاب الرأي.

أخذ عن أبي يوسف، وبرع في الفقه، ونظر في الكلام والفلسفة. وجرّد القول بخلْق القرآن وناظَرَ عليه، ودعا إليه. وكان رأس الْجَهْميّة.

أخذ عن الْجَهْم بن صَفْوان فيما أرى، ثم تبيّنْت أنّه لم يُدْرك الْجَهْم.

وسمع من: حماد بن سلمة، وسفيان بن عُيَيْنَة.

وقد رماه بالكُفْر غير واحد من الأئمّة. ساق الخطيب أقوالهم في تاريخه. ونقل أنّه مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين.

قال البُوَيْطيّ: سمعت الشّافعيَّ يقول: ناظرتُ المَريْسيّ في القُرْعَة فذكرتُ له حديث عِمران بن حُصَين في القُرْعَة فقال: هذا قِمار. فأتيتُ أبا البَحُتَرِيّ القاضي فذكرتُ له قولَه فقال: يا أبا عبد الله شاهدٌ آخر وأصْلِبْهُ.

وقال أبو النّضْر هاشم: كان أبو بِشْر المَرِيسيّ يهوديًا قصّارًا صبّاغًا في سُوَيْقة نصر بن مالك.

وقال غير واحد: قال رجلٌ ليزيد بن هارون: إنّ عندنا ببغداد رجلًا يقال له: المريسي يقول بخلق القرآن.


١ تاريخ الثقات للعجلي "٨١"، تاريخ بغداد "٨/ ٥٧٧"، سير أعلام النبلاء "١٠/ ١٩٩-٢٠٢"، الميزان "١/ ٣٢٢".