فقال: لئن لم تخرج ممّا قلت، لأُعاقبنّك.
فقال: قال الله تعالى لنبيّه عليه الصّلاة والسلام: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: ١٥٩] وأنت فظٌّ غليظٌ وما يُنْفَضّ من حولك.
يقال: إنّ أصله من الأردن، كتب لبعض أمراء دمشق ثم ترقّت به الحال إلى الوزارة.
وكان أبوه كاتبًا لوزير المهديّ أبي عُبيد الله، ثم صار كاتبا للهادي، فمات بجُرجان مع الهادي.
وقد ناب أحمد بن أبي خالد في الوزارة عن الحَسَن بن سهل. حكى الصُّوليّ قال: بعث أحمد بن أبي خالد بإبراهيم بن العبّاس إلى طلحة بن طاهر وقال: قل له: ليست لك ضَيعة بالسّواد، وهذه ألف ألف درهم فاشتَرِ بها ضيعة، والله لئن قبلتَ لتَسُرُّني، وإنْ أبَيتْ لتُغْضِبني.
فردّها وقال: أنا أقدر على مثلها، وأخْذُها اغتنام. والحال بيننا ترتفع عن أن يزيد في الودّ أخذُها أو يُنْقِصُه رَدّها. قال: فما رأيتُ أكرمَ منهما.
وعن أحمد بن رُشَيْد قال: أمر لي ابن أبي خالد بمالٍ، فامتنعت من قبوله، فقال لي: واللهِ إنّي لأُحِبّ الدَّراهم، ولولا أنّك أحبّ إليّ منها ما بذلتُها.
وقال أحمد بن أبي طاهر: كان أحمد بن أبي خالد أَسِيّ اللّقاء، عابس الوجه، يهرّ في وجه الخاصّ والعامّ. غير إنّ فِعْلَه كان أحسن من لقائه.
ومن كلامه: لَا يُعَدّ شُجاعًا من لم يكن جوادًا، فإنْ لم يقدر على نفسه بالبذْل لم يقدر على عدوّه بالقتل.
تُوُفّي في آخر سنة اثنتي عشر ومائتين.
١٥- أحمد بن أبي الطَّيِّب المَرْوزِيّ١:
سكن مَرْو ثمّ الرّيّ، ثمّ قدم بغداد. وولي شرطة بخارى.
١ التاريخ الكبير "٢/ ٣، ٤"، الجرح والتعديل "٢/ ٥٢"، ميزان الاعتدال "١/ ١٠٢"، تهذيب التهذيب "١/ ٤٤"، الضعفاء والمتروكين للدارقطني "٦٤".