للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الأصمعيّ: رأيت الرشيد مُتَّقلِدًا سَيْفًا، فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ ذَا الْفَقَارِ؟ قلت: بلى. فقال: استّل سيفي.

قال: فاستلَلْتُه، فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة.

ولمنصور بن سَلَمة النَّمريّ:

لو لم يكن لبني شيبانَ من حَسَب ... سوى يزيد لفاتوا الناسَ بالحَسَب

ما أعْرفَ النّاس أنّ الجودَ مَدْفَعَةً ... للذَّمّ لكنّه يأتي على النَّشَبِ١

وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج.

وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة العرب، ما زال يُقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه، وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتّى تعجب منهما الْجَمْعان، ثمّ أمكنت يزيدَ الفرصةُ فضرب رِجْلَ ابن طريف فسقط، وكان من بني شيبان أيضًا، فلمّا قدِم يزيد على الرشيد، قال: يا يزيد ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الْجُذُوع٢.

وقيل فيما حكاه ابن خلّكان: أنّ الرشيد لما جهّزه إلى حرب ابن طريف الشَّيْبانيّ أعطاه ذا الفقار سيف النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال: خُذْه فإنك ستُنصر به.

وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد:

أذكرتَ سيفَ رسول الله سنته ... وبأس أوَّلَ من صلَّى ومن صاما

ويُريد بأْسَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

٤٢٢- يزيد بن يحيى، أبو خالد القُرَشيّ الدّمشقيّ٣.

عن: يحيى بن يحيى الغسّانيّ، وثور بن يزيد، وموسى بن سيّار، وعمْرو بن مهاجر.

وعنه: هشام بن عمّار، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.


١ النشب: المال أو العقار.
٢ وفيات الأعيان "٦/ ٣٢٩".
٣ الثقات لابن حبان "٩/ ٢٧١".