للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد صحّ في الْوَضوء من "صحيح مسلم" عَن سالم سبلان مولى المهري قَالَ: خرجت أنا وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بكر إِلَى جنازة سعد بن أَبِي وقاص١.

وصحّ أن سعدًا مات سَنَة خمس وخمسين.

٥٦- عبيد اللَّه بن العباس -د ن- بن عَبْد المطلب، أَبُو محمد.

ابن عمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ٢، لَهُ صُحبة ورواية، وَهُوَ أصغر من عَبْد اللَّهِ بسنة، وأمهما واحدة.

رَوَى عَنْهُ: محمد بن سيرين، وسليمان بن يَسَارٍ، وعطاء بن أَبِي رباح. وأردفه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خلفه.

تُوُفِّيَ بالمدينة سَنَة ثمان وخمسين، وَكَانَ جوادًا ممدحًا، وَكَانَ يتعانى التجارة.

ولي اليمن لعلي ابن عمّه، وبعث مُعَاوِيَة بُسر بن أَبِي أرطأة عَلَى اليمن، فهرب مِنْهُ عبيد اللَّه، فأصاب بُسر لعُبَيد اللَّه وَلَدَين صغيرين. فذبحهما، ثُمَّ وفد فيما بعدُ عُبيدُ اللَّه عَلَى مُعَاوِيَة، وقد هلك بُسْر، فذكر وَلَدَيه لمعاوية، فَقَالَ: مَا عزلته إِلَّا لقتلهما.

وَكَانَ يُقَالُ بالمدينة: من أراد العلم والجمال والسخاء فلْيأتِ دار ابن عباس، أما عَبْد اللَّهِ فكان أعلم النَّاس، وأما عبيد الله فكان أكرم الناس، وأما الفضل فكان أجمل النَّاس٣.

وَرَوَى أن عُبَيد اللَّه كَانَ ينحر في كل يَوْم جَزُورًا، وَكَانَ يُسَمَّى "تيار الفرات".

قَالَ خَلِيفَة وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة ثمان وخمسين.

وَقَالَ أَبُو عُبيد، ويعقوب بن شيبة وغيرهما: تُوُفِّيَ سَنَة سبع وثمانين، وأنا أستبَعْدَ أَنَّهُ بقي إِلَى هَذَا الوقت. وقيل: إنه مات باليمن.


١ حديث صحيح: أخرجه مسلم "٢٤٠".
٢ انظر: الاستيعاب "٢/ ٤٢٩"، والإصابة "٢/ ٤٣٧".
٣ الاستيعاب "٢/ ٤٣٠".