للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ عُروة بن الزبير: بَعَثَ مُعَاوِيَة مرّة إِلَى عائشة بمائة ألف، فَوَاللَّه مَا أمست حَتَّى فرَّقتها، فقالت لها مولاتها: لَوْ أشتريتِ لنا منن هَذِهِ الدراهم بدرهم لحمًا! فقالت: أَلَّا قلتِ لي١.

وَقَالَ عُرْوة: مَا رأيت أعلم بالطب من عائشة، فَقَالَ: يَا خالة من أين تعلمتِ الطبّ؟ قالت: كنت أسمع النَّاس ينعت بعضهم لبعض٢.

وَعَن عُرْوة قَالَ: مَا رأيت أعلم بالشعر منها.

وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ، وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرَهَا" ٣.

وَقَالَ القاسم بن محمد: اشتكت عائشة، فجاء ابن عباس فَقَالَ: يَا أم المؤْمِنِينَ تقدمين عَلَى فَرَط صِدْق عَلَى رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى أَبِي بكر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَلَوْ لَمْ يكن إِلَّا مَا في القرآن من البراءة لكفى بذلك شرفًا٤، ٥.

ولهذا حظ وافر من الفصاحة والبلاغة، مع مَا لها من المناقب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

تُوفيت عَلَى الصحيح سَنَة سبع وخمسين بالمدينة، قاله هشام بن عُروة، وأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وشباب.

وَقَالَ أَبُو عُبيدة، وغيره: في رمضان سَنَة ثمان.

وَقَالَ الْوَاقدي: في ليلة سابع عشر رمضان. ودُفنت بالبقيع ليلًا، فاجتمع النَّاس وحضروا، فلم تُر ليلة أكثر ناسًا منها، وصلى عليها أَبُو هريرة، ولها ستٌ وستون سَنَة، وذلك في سَنَة ثمان٦.

ابن سعد: أنبأ محمد بن عمر حدّثني ابن أَبِي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق،


١ خبر صحيح: أخرجه ابن سعد "٨/ ٦٧"، وأبو نعيم "٢/ ٤٧" في الحلية وغيرهما.
٢ خبر صحيح: أخرجه أحمد "٦/ ٦٧"، وأبو نعيم "٢/ ٥٠" في الحلية، وغيرهما كما في المجمع "٩/ ٢٤٢".
٣ حديث صحيح: أخرجه البخاري "٧/ ٨٤"، ومسلم "٢٤٤١"، "٢٤٤٢".
٤ ما بين المعكوفتين من صحيح البخاري.
٥ حديث صحيح: أخرجه البخاري "٧/ ٨٣".
٦ الطبقات الكبرى "٨/ ٧٧"، والسير "٢/ ١٩٢".