للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال السّمعانيّ: تُوُفّي في صَفَر. قلت: حدَّثَ عَنْهُ بالمُسْنِد أبو شجاع عُمَر البسْطانيّ، ومسعود بن مُحَمَّد الغانميّ، ومُحَمَّد بْن إسماعيل الفُضَيْليّ، واليُونارتيّ، وآخرون. قَالَ: وكان ثقة، صحيح السّماع. روى الشّمائل أيضًا.

٥٩- إِبْرَاهِيم بْن مسعود بْن محمود بْن سُبُكْتِكِين١: السّلطان أبو المظفّر. تُوُفّي بغَزْنَة في شوّال. وكان عادلًا، منصفًا، شجاعًا، جوادًا، منقادًا إلى الخير، محبوبًا إلى الرَّعيّة، واسع المملكة. عاش أكثر من سبعين سنة. وتُوُفّي في السَّلْطَنَة أكثر من أربعين سنة.

٦٠- أسعد بْن عليّ: أبو القاسم الزَّوْزَنيّ٢، الشّاعر المشهور. تُوُفّي ليلة الأضحى بنَيْسابور. ذكره عَبْد الغافر فقال: شاعر عصره وواحد دهره في فنّه، وديوان شِعْره أكبر من أن يحصيه مجموع، وهو في الفضل ينبوع. لَهُ القصائد الفريدة قديمًا وحديثًا، والمعاني الغريبة. شاع ذِكْره، وسار في البلاد شْعره، ومدح عميد المُلْك الكُنْدُرِيّ وأركان دولة السّلطان طُغْرُلْبَك، ثمّ أركان الدولة الملكشاهيّة. وكان مَعَ ذَلِكَ سمع الحديث وكتبه.

٦١- الأَطْهَرُ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن زيد٣. الحسيني العلوي أبو الرضا ابن السّيّد الأجلّ الحافظ المعروف، مُسْنِد بغداد، نزيل سَمَرْقَنْد. كَانَ أبو الرِّضا يلقَّب بسيّد السّادات. ذكره عَبْد الغافر فقال: سيّد السّادات، الفائق حشمته ودولته ومالُه وجاهُه، مُطَّرِد العادات. وأبوه كان من الأفاضل السّادة وأكثرهم ثروة. وله السّماع العالي والتصانيف الحسان في الحديث والشِّعر وهذا النّحل السّريّ. ورد نَيْسابور بعد وفاة أَبِيهِ، وطلب ما كَانَ لَهُ من الودائع والبضائع، وأخذها وعاد. ولم يزل يعلو شأنُه ويرتفع إلى أنّ بلغت درجتُه المُلْك، وناصب الخان وباض شيطان الولاية في رأسه، وفرّخ.

وكان في نفسه وهمّته متكبّرًا أبلج. ما كَانَ همّته تسمح إلا بالملك، حتى سمعت


١ السير "١٩/ ١٥٦".
٢ الأنساب "٦/ ٣٢١".
٣ لم نقف عليه.