للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو المُرْهَف الكِنَانيّ، صاحب شَيْزَر تملّكها بعد أَبِيهِ. ولمّا قدِم إلى الشام السّلطان ملكشاه سلَّم إِلَيْهِ أبو المُرْهَف الّلاذقيّة، وفامية، وكَفَرْطَاب، وبقيت لَهُ شَيْزَر. وكان سمحًا، كريمًا، شاعرًا فارسًا، عاقلًا، ديِّنًا، عابدًا، خيّرًا، وكان بارًّا أَبَاهُ، وأحسن إلى أخوته وربّاهم. وله برٌّ كثيرُ وصَدَقات، رحمه اللَّه.

ويُحكَى عَنْهُ أنّه كَانَ يقوم عامّة اللّيل. تُوُفّي في شَيْزَر فِي جمادى الآخرة.

"حرف الهاء":

٥١- هبة اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن اللَّيْث١: أبو الحَسَن الْأَنْصَارِيّ الأشهليّ السَّعْديّ البغداديّ، من ولد سعْد بْن مُعَاذ -رضي الله عنه-. سمع: هلال بْن مُحَمَّد الحفّار، وأبا الحُسين بْن بِشْران، وأبا الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمِيمِيُّ. وتفرّد بالرواية عَن التَّميميّ. وكان أحد قرّاء المواكب، ومن ذوي الهيئات النبلاء، وأرباب الديانات، وصحيح السِّماع. قَالَ ابن السّمعانيّ: ثنا عَنْهُ إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبو البركات الأَنْماطيّ، وعبد الخالق اليُوسُفيّ، وجماعة كبيرة. وسمعتُ بعض مشايخي يَقُولُ: إنّ الشّريف هبة اللَّه الْأَنْصَارِيّ كَانَ يأخذ عَلَى جزء الحفار دينارًا صحيحًا. وُلِد هبة الله في سنة اثنتين وأربعمائة، وتُوُفّي فِي الحادي والعشرين من ربيع الآخر. قلت: وروى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد الطُّوسيّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس الحرّانيّ، وجماعة. وللسِّلَفيّ منه إجازة، ولكنّه ما درى بأنّ عنده مثل جزء الحفّار، ولا خَرَّج عَنْهُ شيئًا.

٥٢- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن مُحَمَّد. الأديب أبو غالب الهارونيّ التّانيّ الأصبهاني٢. سمع من: جدّه هارون صاحب الطَّبَرانيّ. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وقال: مات في رجب، وكان لَهُ حظٌّ وافر من الأدب، وإذا قرأ الحديث أطْرب.


١ السير "١٩/ ٤٤، ٤٥".
٢ لم نقف عليه.