للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع: ابن حزْم، وأخذ عنه أكثر كُتُبه؛ وأبا العبّاس أحمد بن عمر العُذْريّ، وأبا عمر بن عبد البَرّ.

ورحل سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة، فسمع بإفريقيّة كثيرًا، ولقي كريمة١ بمكّة.

وسمع بمصر: القاضي أبا عبد الله القضاعي، وعبد العزيز بن الضّرّاب، وابن بقاء الورّاق، والحافظ أبا زكريّا البخاريّ.

وبدمشق: أبا القاسم الحسين الحِنائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبا بكر الخطيب.

وببغداد: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي بالله، والطّبقة. وبواسط: أبا غالب بن بشْران اللُّغَويّ.

ولم يزل يسمع ويُكْثِر حتى كتب عن أصحاب الجوهريّ.

روى عنه: شيخه الخطيب في مصنَّفاته، وأبو نصر بن ماكولا، وأبو عليّ بن سُكَّرَة، وأبو الحَسَن بن سَرْحان، وأبو بكر بن طَرْخَان، وهبة الله بن الأكفانيّ، وأبو القاسم بن السَّمَرْقَنْديّ، والحافظ إسماعيل بن محمد، وصدّيق بن عثمان التِّبْريزيّ، وأبو إسحاق الغَنَويّ، وأبو الفضل محمد بن ناصر، وطائفة آخرهم أبو الفتح بن البطّيّ.

سمع الكثير ورحل وتعب. وكان من كبار الحفّاظ.

كان ثقة، متدينًا، يصيرًا بالحديث، عارفًا بفنونه، خبيرًا بالرجال، لاسيما بأهل الأندلس وأخبارها، مليح النَّظر، حَسَن النِّغْمة في قراءة الحديث، صيِّنًا ورِعًا، جيّد المشاركة في العلوم.

وكان ظاهريّ المذهب، ويُسِرّ ذلك بعض الشيء٢.

قال ابن طَرْخَان: سمعتُه يقول: كنتُ أُحْمَلُ للسّماع على الكتِف سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة، وأوّل ما سمعتُ من الفقيه أبي القاسم أَصْبَغ بن راشد. وكنتُ أفهم ما يُقرأ عليه. وكان ممّن تفقّه على أبي محمد بن أبي زيد. وأَصْلُ أبي من قُرْطُبة، من محلةٍ يُقال لها: الرّصافة، وسكن جزيرة ميورقة، وبها ولدت٣.


١ هي كريمة المروزية "تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢١٨".
٢ تذكرة الحفاظ "٤/ ١٢٢١".
٣ سير أعلام النبلاء "١٩/ ١٢٢".