للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي إِنْجِيلِ يُوحَنَّا أَنَّ الْمَسِيحَ أَعْلَى صَوْتَهُ فِي الْبَيْتِ، وَقَالَ لِلْيَهُودِ: قَدْ عَرَفْتُمُونِي وَمَوْضِعِي، وَلَمْ آتِ مِنْ ذَاتِي، وَقَدْ بَعَثَنِي الْحَقُّ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ، فَإِنْ قُلْتُ إِنِّي أَجْهَلُهُ كُنْتُ كَاذِبًا مِثْلَكُمْ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ وَهُوَ بَعَثَنِي.

فَمَا زَادَ فِي دَعْوَاهُ عَلَى مَا ادَّعَاهُ الْأَنْبِيَاءُ فَأَمْسَكَتِ الْمُثَلِّثَةُ قَوْلَهُ: إِنِّي مِنْهُ، وَقَالُوا: إِلَهٌ حَقٌّ مِنْ إِلَهٍ حَقٍّ، وَفِي الْقُرْآنِ: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ، وَقَالَ هُودٌ: وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَكَذَلِكَ قَالَ صَالِحٌ! وَلَكِنَّ أُمَّةَ الضَّلَالِ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَتَّبِعُونَ الْمُتَشَابِهَ وَيَرُدُّونَ الْمُحْكَمَ. وَفِي الْإِنْجِيلِ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ لِلْيَهُودِ، وَقَدْ قَالُوا لَهُ: نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ فَقَالَ: لَوْ كَانَ أَبَاكُمْ لَأَطَعْتُمُونِي لِأَنِّي رَسُولٌ مِنْهُ، خَرَجْتُ مُقْبِلًا، وَلَمْ أُقْبِلْ مِنْ ذَاتِي، وَلَكِنْ هُوَ بَعَثَنِي، وَلَكِنَّكُمْ لَا تَقْبَلُونَ وَصِيَّتِي، وَتَعْجِزُونَ عَنْ سَمَاعِ كَلَامِي، إِنَّمَا أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الشَّيْطَانِ، وَتُرِيدُونَ إِتْمَامَ شَهَوَاتِهِ.

وَفِي الْإِنْجِيلِ أَنَّ الْيَهُودَ حَاطَتْ بِهِ، وَقَالَتْ لَهُ: إِلَى مَتَى تُخْفِي أَمْرَكَ إِنْ كُنْتَ الْمَسِيحَ الَّذِي نَنْتَظِرُهُ فَأَعْلِمْنَاهُ بِذَلِكَ؟

وَلَمْ تَقُلْ إِنْ كُنْتَ اللَّهَ أَوِ ابْنَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدَّعِ ذَلِكَ، وَلَا فَهْمِهُ عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أَعْدَائِهِ وَلَا أَتْبَاعِهِ.

وَفِي الْإِنْجِيلِ أَيْضًا: أَنَّ الْيَهُودَ أَرَادُوا الْقَبْضَ عَلَيْهِ فَبَعَثُوا الْأَعْوَانَ وَأَنَّ الْأَعْوَانَ رَجَعُوا إِلَى قُوَّادِهِمْ، فَقَالُوا لَهُمْ: لِمَ لَمْ تَأْخُذُوهُ؟ فَقَالُوا: مَا سَمِعْنَا آدَمِيًّا أَنْصَفَ مِنْهُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>