{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[النساء: ١٠٤] قوله جل جلاله: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ}[النساء: ١٠٤] لا تضعفوا عن طلب العدو يعني: أبا سفيان وأصحابه، وذلك أنهم لما انصرفوا من أحد أمر الله نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يسير في آثارهم، فندب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس فاشتكوا ما بهم من الجراحات، فأنزل الله هذه الآية.
وقوله:{إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}[النساء: ١٠٤] والألم: الوجع وقد ألم الرجل يألم ألما فهو آلم.
وقال قتادة: إن كنتم تتوجعون فإنهم يتوجعون كما تتوجعون، أي: إن ألمتم جراحكم، فهم أيضا في مثل حالكم من ألم الجراح.
{وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ}[النساء: ١٠٤] من الأجر والثواب والنصرة {مَا لا يَرْجُونَ}[النساء: ١٠٤] هم وكان الله عليما بخلقه، حكيما فيما حكم لأوليائه بالثواب ولأعدائه بالعقاب.