قال الزجاج: الهاء والميم في: فيهم يعودان على المؤمنين أي: وإذا كنت أيها النبي مع المؤمنين في غزواتهم وخوفهم، {فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ}[النساء: ١٠٢] أي: أقمتها، وإقامة الصلاة: الابتداء في تأديتها {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ}[النساء: ١٠٢] أي: فلتقف، يقال: قام الرجل إذا وقف، ومنه قوله:{وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}[البقرة: ٢٠] أي: وقفوا، قال ابن عباس: تصفّهم يصلون معك.
وليأخذوا أسلحتهم أي: وليأخذ الباقون أسلحتهم، فإذا سجدوا أي: فإذا سجدت الطائفة التي قامت معك، {فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ}[النساء: ١٠٢] أي: الذين أمروا بأخذ السلاح.
قوله:{وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ}[النساء: ١٠٢] قال ابن عباس: يريد: الذين كانوا من ورائهم من لم يكونوا صلوا فليصلوا معك، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، يريد: الذين صلوا أولا.
{وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ}[النساء: ١٠٢] أي: يتمنى الكفار لو كنتم مشتغلين كلكم بالصلاة غافلين {عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}[النساء: ١٠٢] فيقصدونكم بالقتال، {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ}[النساء: ١٠٢] قال ابن عباس: يريد: ثقل السلاح على المريض وفي المطرة، فرخص لهم في وضع الأسلحة.
وقوله: وخذوا حذركم أي: راعوا العدو وراقبوهم بقلوبكم كيلا يغفلون.
قوله جل جلاله:{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ}[النساء: ١٠٣] يعني: صلاة الخوف، {فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}[النساء: ١٠٣] يعني: المرضى الذين لا يستطيعون الجلوس فإذا اطمأننتم أي: في بلادكم وزالت حركة السفر، فأقيموا الصلاة: فأتموها {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[النساء: ١٠٣] فرضا مؤقتا، قال ابن عباس: فريضة بأوقاتها.