للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى الثالث كان: (وَرَفَعْنَا لكَ ذكْرَكَ) فالرفع للذكر خير وشرف ولذلك

عاد " لك " مرة أخرى، لأنه مشعر بالنفع.

فلا زيادة ولا إقحام. . ولو تلا تالٍ هذه الآيات محذوفاً منها الجار والمجرور

لظهر الفرق من حيث اللفظ، ومن حيث المعنى.

فيما عليه النص الكريم وفيما عليه غيره بعد الحذف.

ويقول أبو السعود في الموضع الثاني: (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ) وتقديمه

على المفعول الصريح مع أن حقه التأخير عنه. لما مَرَّ مراراً من القصد إلى

تعجيل المسرة والتشويق إلى المؤخر، ولما أن في وصفه نوع طول. فتأخير الجار والمجرور عنه مخل لتجاوب أطراف النظم.

ويذهب الشيخ محمد عبده مذهب أبى السعود في توجيهات هذه الآيات

فيقول: " والإتيان بالجار والمجرور - " لك " و " عنك " - وتقديمه على

المفعول في الآيات الثلاث لزيادة التقرير والإسراع بالتبشير ".

*

٦ - سر تقديم المجرورات على " رجال " في آية النور:

ومما يفيد التقديم فيه أكثر من غرض قوله تعالى: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) َ.

قال أبو السعود: " رجال ": فاعل " يسبح ". وتأخيره عن الظروف لما مَرَّ

مراراً من الاعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر.

ولأن في وصفه نوع طول فيخل تقديمه بحسن النظم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>