مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أبو زرعة: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ انْتَهَى. وَمَا رَأَيْتُهُمْ أَوْرَدُوا حَدِيثًا مِنْ رِوَايَتِهِ إِلَّا حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالْبُطْلَانِ. وَفِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ لابن الجوزي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ كَثِيرٌ، بَلْ ذَكَرَ ابن الجوزي أَنَّ أَبَاهُ إدريس أَيْضًا مَتْرُوكٌ فَسَقَطَ هَذَا الْخَبَرُ بِالْكُلِّيَّةِ. وَالْأَقْرَبُ فِي أَمْرِهِ أَنَّهُ كَانَ مِنْ بَقِيَّةِ عَادٍ، وَأَنَّهُ كَانَ لَهُ طُولٌ فِي الْجُمْلَةِ مِائَةَ ذِرَاعٍ أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ لَا هَذَا الْقَدْرَ الْمَذْكُورَ، وَأَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَتَلَهُ بِعَصَاهُ، هَذَا الْقَدْرُ الَّذِي يُحْتَمَلُ قَبُولُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مَسْأَلَةٌ:
عُبَيْدٌ جَاءَ مُعْتَرِفًا وَفَاءً ... مِنَ الْبَحْرِ الَّذِي هُوَ جَبْرُ كَسْرِي
إِمَامٌ عَالِمٌ حَبْرٌ وَبَحْرٌ ... سَمَا فَضْلًا عَلَى زَيْدٍ وَعَمْرِو
لِخَلْقِ اللَّهِ لَمْ يَسْمَحْ زَمَانٌ ... بِمِثْلِ عُلُومِهِ بِدَوَامِ دَهْرِ
وَمَا فِي الْعَصْرِ مُجْتَهِدٌ سِوَاهُ ... تَفَرَّدَ كَمْ لَهُ ثَانٍ بِشُكْرِ
بِنَعْلَيْهِ عَلَى أَرْقَابِ قَوْمٍ ... هُمُ الْحُسَّادُ قَدْ مَاتُوا بِقَهْرِ
فَمُوتُوا حَاسِدِيهِ أَمَا تَرَوْهُ ... بِخَيْرِ عُلُومِهِ صِرْتُمْ بِشَرِّ
جَلَا مِرْآةَ فَقْرِي مِنْ جَلَاهَا ... جَلَالُ الدِّينِ أَنْتَ فَرِيدُ عَصْرِي
فَيَا عَيْنَ الزَّمَانِ فَكَمْ غَرِيبٍ ... أَتَيْتَ بِهِ تُقَرِّرُهُ وَتُقْرِي
بِفَضْلِكَ جُدْ وَسُدْ وَارْقَ الْمَعَالِي ... فَكَمْ أَبْرَزْتَ مِنْ طَيٍّ وَنَشْرِ
رَثَيْتُ بِحُرْقَةٍ يَا بَحْرُ نَجْلِي ... وَرَحْبِي ضَاقَ مِنْ ضِيقَانِ صَدْرِي
وَقَلْبِي بِالنَّوَى أَضْحَى حَرِيقًا ... وَبَحْرُ الدَّمْعِ مِنْ عَيْنَيَّ يَجْرِي
لِنَجْلٍ كَانَ لِي مَا لِي سِوَاهُ ... عَلَيْهِ يَا إِمَامُ ضَاعَ صَبْرِي
قَضَى بِفَنَائِهِ الْبَاقِي دَوَامًا ... وَقَدْ سَلَّمْتُ لِلْأَحْكَامِ أَمْرِي
رَثَيْتُ إِذًا وَفِكْرِي فِي اشْتِغَالٍ ... بِرَقْمٍ عَاجِلٍ سَطْرًا بِسَطْرِ
فَعَابَ رِثَاءَ مَا أَبْدَيْتُ شَخْصٌ ... لِشِعْرٍ لَمْ يَكُنْ يَا حَبْرُ يَدْرِي
لِقَوْلِي إِبْرَيْسَمُ الْأَفْرَاحِ فِيهِ ... وَكَتَّانٌ أَضَفْتُ لَهُ بِحَرِّي
فَكَتْكَتَهُ الْأَسَى فَغَدَا مُشَاقًّا ... وَهَذَا قُلْتُهُ يَا خَيْرَ حَبْرِ
فَدَارَ بِهِ عَلَى النُّظَّامِ لَمَّا ... رَأَوْهُ غَالِيًا فِي السِّعْرِ شِعْرِي
فَمِنْ حَسَدٍ لَهُ أَبْدَوْا هِجَاءً ... فَهَلْ لِمُقَابِلِ النَّعْمَا بِكُفْرِ